فيلم Triangle of Sadness مثلث الحزن هو هو فيلم ساخر متحاذق ومأساوي يبين إلى أين تأول إليه الأمور الكارثية التي تدفع بمختلف الأشخاص المنتمين لطبقات متباعدة إلى معايشة الحال، المخرج روبن أوستلاند، قدم قصة الفيلم في قالب ساخر أوروبي بلا الحاجة إلى الترجمة

في المرحلة الزمنة لجائحة كوفيد التي قلبت حياة الجميع رأساً على عقب وإستفحلت المعاناة الإقتصادية و النقاشات الحادة التي خرجت من رحمها مقارنةً بإزدياد ثراء أصحاب المليارات الذي إستغلوا الوضع برأسمالية متوحشة عب الشركات التي ضاعت أرباحها في تلك الفترة، وهنا يأخذ المخرج هذه الحالة والفترة التي برز ضمنها التباعد الطبقي وإنعدام عدالته،

فيلم Triangle of Sadness

تمت دعوة العارضين كارل ويايا للقيام برحلة بحرية فاخرة مع للركاب الأثرياء. في البداية ، يبدو كل شيء على Instagrammable، لكن الرحلة البحرية تنتهي بشكل كارثي وتجد المجموعة نفسها تقطعت بهم السبل في جزيرة صحراوية.

فيلم Triangle of Sadness

الفيلم Triangle of Sadness، الذي سمي كناية بالمنطقة الواقعة بين الحاجبين والتي يتم الحفاظ عليها وحمايتها من التجعيدات بعلاجات البوتوكس من كمثل الأثرياء والذين يكسبون المال عبر مظهرهم الخارجي، يبدأ بزوجين شابين وثريين، كارل (هاريس ديكنسون) ويايا (شارلبي دين) الممثلة التي ماتت بشكل مأساوي عن عمر لا يتجاوز الـ 32 عاماً، بسبب فايروس خطير، في أثناء تواجد الفيلم مهرجان كان.

يتناول الإثنين عشاء متوتر وهو الأمر الطبيعي بناءً على علاقتهم المليئة بالغيرة و إنعدام الشعور بالموساواة والأمان لدى كارل بسبب حقيقة أن يايا تجني أموالًا أكثر بكثير مما يفعل هو (بينما يتركه غالبًا لدفع ثمن وجباتهم باهظة الثمن) ، إلا أنهما معًا في الغالب لأن ذلك يعود بالفائدة على وضعهما على وسائل التواصل الاجتماعي، كارل عارض أزياء، ويايا مؤثرة مشهورة على مواقع التواصل الإجتماعي، من النوع الذي يلتقط صورًا وفيديوهات لنفسها وهي على وشك أن تأكل كمية كبيرة من المعكرونة، ثم وتدعي أنها لا تتحمل الغلوتين، محتوى سخيف لكنه ذو شعبية عند الكثير، ومثل هاؤلاء فهم محترفون في أشراك جمهورهم وجذب إهتمامهم لتفاصيلوأحداث حياتهم المفتعلة، وهذا عمل مريح ومربح، لكن يجب توافر السمات السطحية لمن يريد أن يصبح كأحدهم.

وبموجب هذه الشهرة والعلاقة العلنية على مواقع التواصل يتم دعوتهم على رحلة مجانية على متن يخت فاخر اليخت الذي بحمل طاقم يلبي رغبات كل الركاب،ولكن حتى في نطاق العمال هناك الطبقية والعنصرية حيث أن الاوربيين البيض هم علي خط مباشر مع الضيوف لتلبية إحتياجاتهم، أما أصحاب البشرة الداكنة يعملون في الدرك الأسفل من السفينة في المطبخ أو غرفة المحركات، بعيدين عن الأعين وهنا إسقاط واضح على حملات جلب العبيد وأن الأمر تغيير ولكن ليس فعلاً، فالتسلسل الهرمي هو إطار الإستعباد الحديث

كل الركاب فاحشي الثراء البارزين كل ما يفعلوه هو مناقشة ثرواتهم، وكيف جمعوها وقاموا بتكديسها و تضخيمها، وهو الحديث الوحوار المغمور بالغرور والإنفصال عن الواقع بشكل يسبب الصداع قبل والألم حتى قبل أن يضرب التسمم الغذائي ودوار البحر الركاب، هذا التسلسل المضحك الغريب هو أهم ما يميز هذا الفيلم ، حيث تم تصويره بطريقة تجعلك تشعر عملياً بالسفينة تتأرجح ذهاباً وإياباً ضمنياً عندما تتابع الأحداث وتلاحظ تتطور الشخصيات، لتدرك جيدا أنه لا يوجد شخص واحد على متن هذا اليخت وحتى اليخت ذاته مستعد لما سيطرأ عليهم من صدمات وكوارث،

حيث يتسبب التقيء والإسهال القاتل والمتواتر على معظم الركاب في عودة أعمال السباكة، مما يؤدي إلى سقوط بعض الضيوف المرموقين في نفاياتهم ووسخهم، بينما القبطان المرهق غير المبالي (وودي هارلسون) وضيف روسي (زلاتكو بوريتش) يتناقشوا وهم مخمورين حول النظرية الشيوعية عبر ميكروفون السفينة العام بالتزامن مع كرنفال الإسمئزاز .

ليهجموا القراصنة على اليخت ليغرق ، ووتصل مجموعة صغيرة من الناجين، مؤلفة من بعض الضيوف وأفراد الطاقم على حد سواء ، إلى شاطئ على ما يبدو أنها جزيرة مهجورة، وهنا يتغير التسلسل الهرمي الطبقي بسرعة عندما تكون مدبرة منزل السفينة أبيجيل (دوللي دي ليون) هي الناجي الوحيد الذي يمكنه فعل أي شيء مفيد في هذا النوع من المواقف ، مثل صيد الأسماك وإشعال النار.

إنها قائدة تتسم بالكفاءة الوحشية، وتعاقب العصاة من خلال منع الطعام، ووتستغل سلطتها مع ناجٍ آخر لتبادل الخدمات الجنسية، لا شيء يذل الأثرياء مثل الاضطرار إلى تلقي أوامر من شخص غير مرغوب فيه لا وبل كان يخدمهم منذ بضع ساعات ، لكن السؤال هو ، إلى متى يمكن الإستمرار في هذه الحالة وهل الأنا العليا للأثرياء ستطفوا و تتمرد وماذا سيحدث عندما يتم إنقاذهم في النهاية؟

عند رؤية الفيلن الإنجليزي الأول للمخرج Östlund، يتولد لدى لدى المشاهد انطباع تلخصه مناقشة هارلسون وبوريتش الروسي حول الرأسمالية في مقابل الاشتراكية، في خضم مشاهدة الأثرياء وهم يتغطون حرفيا في في قيئهم يُبرز عصر فيه نزيد معاناة الفقراء المستمرة مع زيادة ثراء الأغنياء، ربما لا تكون الدقة ضرورية ولكن ، ليتبين مدى تلاعب النظام الرأسمالي في التركيبة الإجتماعية ونسجها وإرسائها لتواكب مصالح الطبقة العليا، حيث أ، الظن في عقول طبقة الأثرياء عندما بجدوعا أنفسهم في جزيرة مهجورة مع عامة الناس من خدم وعمال، بأن أي شخص منهم سيكون مهتماً بكم المال الذي يملكلونه.

قد يهمكم الإطلاع على مسلسل Wednesday يتخطى المليار ساعة مشاهدة على منصة نتفليكس

المحتوى ذي الصلة