فيلم راس براس المقرر طرحه على نتفليكس بتاريخ 3 أغسطس، هو سرد كوميدي أكشن تشويقي يحرك أحداثة ثلاث أبطال من خلفيات ودوافع مختلفة داخل حي بذيخة الشخصية الرابعة والأهم في الفيلم، ليعدوا جميعهم في طريق محفوف بالمخاطر حتى يصلوا لمبتغاهم، ولكن لنهاية غير متوقعه.
شاهدت الفيلم لمرتين، حيث أردت استرجاع تأثير تلك الحوارات المضحكة بين الابطال والكوميديا الحركية الغير مبالغة، خاصةً بعد ان انتهيت من ترقب الأحداث المشوقة للقصة وتتابعها في الحبكة حتى تُحل العقدة بشكل غير متوقع كما عودنا الميزيني ونجر في مسامير، الفيلم هو جرعة سينمائية مركزة من الكوميديا التي تتشكل من رحم القصة وأحداثها المشوقة، فيلم لقصة مغامرة خطيرة ومضحكة تقوم على التشويق ممتعة غير معقدة وليست هزيلة، يوجد بها العلاقة الرومانسية الغير إعتيادية المتماشية مع العالم، العمل لا يُختزل أي عنصر لأجل الأخر، تقودها شخصيات مختلفة ومتباينة ومخلوقة بروح سعودية واقعية وعفوية تركيبياً،

الفيلم هو الأول من نوعه محلياً من حيث القصة والحبكة وأعطانا نظرة أولية لإحترافية شركة سرب للإنتاج السينمائي والقائمين عليها بفعل التصوير والإنتاج المتقن الذي يؤكد بأنها قوة مختلفة فنياً قادمة لتكون أحد أهم الاعبين في عالم الإنتاج السينمائي السعودي مستقبلاً،
،يمكن تأطير هذا النوع من الافلام تحت موجة سينمائية ظهرت في مقتبل الألفية في هوليوود وكانت ناجحة عندما كان صناعها يكتبون النصوص بناء على تجارب صادقة، وواقعية إجتماعياً وبإستخدام لغة حوار أقرب لواقعية البيئة التي تسرد منه ، وعندما نسقط هذا التصنيف على فيلم راس براس نضيف عامل محوري في القبول والنجاح وهو الأصالة المحلية الفريدة في الروح والحوار، والشخصيات والأحداث،
بالطبع بعد التبهير والإضافات السينمائية والكوميدية الصحيحة التي تمكن منها الصناع على مدى العقد الماضي، تشبه قليلاً أفلام سيث روجين وجاد أباتاو، الذي يحكوا قصص كوميدية تعتمد على تباين الرفقاء الساعين نحو هدف او حتف مشترك، يصلون إليه عبر رحلة مليئة بكل أنواع الكوميديا من الموقف الى الافيهات غير المدفوعة، وإنفعالات الشخصيات بموجب تراكم وتعقيدات العقدة المراد حلها، خاصة في بداية مسيرتهم المهنية،

الجدير بالذكر هو الشخصيات المساندة التي كانت أدوارها محورية الدفع بتطور القصة، مثل ولد الديمن (محمد القس) الشخصية الشريرة ولطيفة حبيبة درويش التي لها درور مهم وهوية تتكشف في الجزء الأخير من الفيلم.
ولكن كما سترون في مقابلة إسكواير مع أبطال فيلم راس براس عبدالعزيز الشهري(فياض) وعادل رضوان (درويش) وزياد العمري(ابو غدره)، بأن سيناريوا وقصة عبدالعزيز المزيني وتجسيدها على الشاشة من قبل مالك نجر الذي أبدع في أول تجربة إخراج لفيلم سينمائي طويل، لم تحتاج لأي إرتجال أو إضافة وكان على الأبطال الاتزام بنص الحوار بدقة كما وضحوا لإسكواير السعودية كما تحدثوا عن علاقاتهم والتجانس الكوميدي بينهم والكثير غير ذلك.

إسكواير: حي بذيخة المريب هو شخصية بحد ذاتها، هل هو مكان موجود فعلياً أم مواقع تصوير مختلفة؟
عادل رضوان :”بذيخة تم بنائه ورتيتبه صورياً لأجل الفيلم وهو نقطة تميز في العمل بكل تفاصيله وروحه وألوانه”
الشهري:”الإنتاج الإحترافي ذو الجودة، والإهتمام بالتفاصيل هو الذي خلق عالم بذيخة، الذي يعتبر سابقة بالنسبة للأفلام السعودية.”

إسكواير: التراشق الكوميدي والتجانس العفوي بينكم أمام الكاميرا، يوحي بعلاقة مسبقة بينكم هل هذا صحيح؟
عادل: نحن دمنا خفيف بالفطرة (بسخرية)، وأضاف الشهري “كان لي تجارب كثيرة مع زياد لذلك الكيمياء بيننا حاضرة كانت أمام الكاميرا أو في الشارع” يناكف بسخرية زياد: لا ما أطيقه ويحاول يحتك (يتقرب)”.
اما بالنسبة للدكتور عادل فهو شخص له قبول و(مهضوم)، حيث أن من أول لقاء معه تشعر بأنه صديق تعرفه منذ فترة طويلة، لذلك لم نحتج لوقت مطول لكي نعيش الجواء المُهيئة للتجانس والكيمياء التي تترجمت على الشاشة”
إسكواير: رضوان أنت تؤدي شخصية الجداوي بقالب كوميدي بعيداً عن الكرتونية والمبالغة، المنتشرة في كثير من الأعمال التقليدية، هل كانت طبيعة الشخصية مهمة بأن تكون حقيقية؟
“حقيقةً في المقام الأول كل شيء يعتمد على محور القصة وطريقة الكتابة، حيث أن الشخصية التي تم نسجها من قبل صناع العمل هي البوصلة، إن كانت شخصية الجداوي التي يحتاجها الفيلم هي المبالغ فيها حينها سأجسدها كما كُتبت، لكن فيما يخص الفيلم أنا كنت أُخرج الكوميديا التي تخدم وتتماشى مع شخصية درويش بشكل خاص، وبلا الإهتمام لنوع اللهجة النمطية التي يجب أتبناها في الحوار، وليس عندي مانع في تجسيد شخصية مختلفة عن درويش وإن كانت نمطية مبالغ فيها، إن كانت تخدم الشخصية والكوميديا، والجمهور أصبح واعي لدوافع الكتابة وتشكيل الشخصيات والهدف منهما، واصبح لا يربطها بقالب نمطي تقليدي”.

إسكواير: الكيمياء مهمة بين الشخصيات لحاجة الإرتجال أيضاً، حيث أن هناك مدارس كوميدية وصناع، يعتمدوا على الإرتجال بأشكال متفاوتة، ويغيروا في الحوارات والردود في خضم مرحلة التصوير، هل إتبعتم هذه الطريقة أم إلتزمتوا بالنص؟
عبدالعزيز الشهري “كان في حرص كبير على الإلتزام بالنص الذي مر بعدة مراحل طرأ فيها التعديل والإضافة، حتى وصل لحالة متكاملة، لا تستجوب الإرتجال اللحظي ، ولأن العمل إحترافي يجب أن تكون الشخصيات فيه واضحة من جانب التركيب والحوار، لذي نستطيع أن نقول أن كان هناك إرتجال مسبق عدل على النص في مراحل الكتابة وأصبح جزء منه ونُفذ أمام الكاميرا.”
يضيف عادل:” اتذكر بأني كنت أقترح على المخرج أقول له مالك ماذا لو غيرت الجملة وقلتها بالشكل هذا، ليرد بحماس اه حلوة لكن لا ”
زياد العمري:”ولكن كان أيضاً هناك بعض الحوارات التي أضاف لها المخرج في لحظة تصويرها، ووجد لها مرادف كوميدي أفضل من جانب طريقة أداء لجملة أو كلمة، ووجهنا وبتغيرها لتتجانس مع المشهد أكثر”

إسكواير: بموجب مشاركتكم في أنجح الأعمال الكوميدية السعودية مؤخرا، وخاصة عبدالعزيز الشهري الذي أصبح العنصر الضامن للنجاح في الأفلام السعودية الكوميدية ، ماهي أهم عامل لهذا النجاح؟
زياد وعادل: عنصر النجاح الأهم هو أن يأتوا بعبد العزيز الشهري.
عبدالعزيز “هو توفيق من الله أولاً، ولكن الاهم هو معرفة الصُناع من الكتاب والمخرجين بالصورة المثلى لتقديمي ضمن الأدوار الأنسب لي حيث أنهم يفهموني وأفهمهم، أن من عوامل النجاح الاهم هي المنظومة التي تصنع الاعمال تصقلها بإتقان”
يضيف عادل:” ارى ان أهم عنصر في نجاح الكوميديا هي الكتابة، حيث انها إذا تمت بشكل إحترافي وأصيل، لست بحاجة إلا أن تأتي بمن يستطيع ان يترجمتها على الشاشة، وان لم تكن كتابة جيدة لو أتيت بأبرع الكوميدين لن يستطيع إنجاح العمل.

إسكواير: كيف كانت طريقة تجهيزكم للفيلم في مراحل ماقبل الإنتاج ؟
عادل رضوان:”كان اللقاء الأول بيننا وبين الكاتب والمخرج في الرياض، ضمن مرحلة ماقبل الإنتاج، و القراءة الأولى كان تتسم بالمرونة من قبلنا وقبلهم، حيث كان الكزيني ونجر، منفتحين للحوار والإضافات التي إقراحناها في طريقة الأداء ،ونقاشناها معهم كان محاط بالمرونة إذا كان المطروح في سياق القصة ويخدم الفيلم.
ويضيف عبد العزيز لشهري:” وأيضاً الحدير بالذكر هو أن الكتابة الإحترافية أخذت وقتها حتى وصلت للنسخة االمرادة وبعد ذلك التدريب والبروفات على المشاهد أيضاً أخذت وقتها حتى أتقناها قبل التصوير”

إسكواير: ماهي المشاهد المفضلة بالنسبة لكم في الفيلم؟
الكثير من المشاهد لكن المشاهد التي تواجدنا بها ثلاثتنا كانت الاجمل، بموجب الكوميديا الحوارية التي تتنقل بيننا مثل الكرة الطاولة.
قد يهمكم اللإطلاع على الكشف عن الإعلان الترويجي الأول للفيلم الفانتازي “حوجن”المقتبس من الرواية الأكثر مبيعًا في السعودية