لتفهم وتستمتع بأصدق وأفضل الأفلام الفلسطينية، وضعنا قائمة بالأعمال الاهم التي تلقت إشادات عالمية من النقاد وحازت على الكثير من الجوائز. لإبداعها في تصوير وتجسيد الواقع وحياة الفلسطيني في الداخل المحتل والشتات بشفافية وجمال فني.

إختيارنا لأفضل الأفلام الفلسطينية، لتأكيد بأن السينما ترقى لتكون أحد أهم الأدوات المؤثرة في تكوين المنظور العام وإيصال الرسائل الذهنية وترسيخها، هي سلاح يمكن إستخدامه في التشويه ونزع الإنسانية وطلاء الصورة النمطية السلبية، كما سطحت هوليوود شخصية العربي وإختزلتها في بوتقة الهمجية والعنف منذ خمسينات القرن الماضي، وهو الامر ذاته الذي عانى منه الامريكي الاسود، الواقع الذي دفع الكثير من الكتاب والمخرجين الامريكين ذو الاصل الافريقي لصناعة أفلام وأعمال تلفزيونية مضادة لهذه الصورة النمطية ونجحوا في العقود الماضية. في تغييرها الى حد كبير، عبر تسليط الضوء على معاناتهم التاريخية والمعاصرة وقضاياهم ، وكما فعل الإرلنديين الذي عاشوا تحت وطأة الإحتلال البريطاني لعقود طويلة،

أفضل الأفلام الفلسطينية

لذلك من المنطقي للقضية الفلسطينية أن يتم طرحها بكل أبعادها الإنسانية في اعمال السينمائية الموجهة للقريب والبعيد، للعربي والأعجمي، لمن يؤمن بعدالتها ومن يتطرف بمعادتها، شعوب العالم الغربي اليوم أصبحت اكثر واعياً بمجريات الأحداث على ارض فلسطين، مقارنة بالعقود الماضية،

هنا تكمن أهمية الافلام الفلسطينة التي تطورت عبر العقود الماضية، لتتبوء اليوم مرتبة جيدة من الفنية في السرد والتصوير الدرامي الواقعي، بقوالب مختلفة، فهناك اعمال يطغى عليها الشفافية المؤلمة التاريخية لتكون مراة للواقع الى الكوميديا السوداء، لتتناول مواضيع مثل الملاحقة والتنكيل والمقاومة والتهجير والحفاظ على الهوية عبر الاجيال، والافلام والصحافة والإعلام هي ادوات محورية في مقاومة موجات الشيطنة ونزع الإنسانية التي تسبق تاريخياً عمليات التطهري العرقي، تمارسها أي قوة إستعمارية،

قائمة الافلام التي سنستعرضها ستجعلك تختبر شعور جحيم الحياة التي يعيشها الفلسطيني في الأراضي المحتلة وفي الشتات، الواقع الذي لم يختاره اي فلسطيني بل أُجبروا عليه، ولكي تفهم النفسية والعقلية الفلسطينية الصامدة المليئة بالجروح الغير ملتئمة، عليك ان تستحضر الماضي بألمه منذ 1948 وتضع نفسك لوهلة في حاضرهم الذي بدء قريباً بأن يتخلله الامل في العودة والاستقلال والعيش بكرامة وحرية.

أفضل الأفلام الفلسطينية

فيلم 200 متر

اول فيلم روائي طويل للمخرج  أمين نايفة، يجسد حقيقة مأساوية لحياة العائلة الفلسطينية في الداخل المحتل التي تتمحور حول فرقتها التي أوجدها جدار الفصل العنصري ، حيث يعيش المشاهد الواقع اليومي المرير لعائلة فلسطينية شتتها الإحتلال، حيث أصبحت منقسمة بين ارضين، الأب يسكن في الجانب الفلسطيني، والأم والأبناء في الجانب المحتل. صورة مؤلمة تتجلى مشاعرها المكبوتة عند تعرض أحد الأبناء لحادث أدخله المستشفى، يحترق قلب والدهالذي لا يبعد عنه سوى  200 متراً،

ليحاول الوصول إليه بشتى الطرق لكنه يحتاج للوثائق والشروط المعجزة للسفر في رحلة عبر نقاط وحدود عنوانها المذلة، تمتد لمئتي كيلو متر حتى يطمئن عليه. العمل ذات سرد سلس بتعاطى مع الرسالة بشكل مباشر.

فيلم الزمن الباقي

فيلم درامي فلسطيني من إخراج إيليا سليمان يوثق التاريخ الفلسطيني، تم إنتاجه بشراكةفرنسية، إيطالية، بلجيكية، بريطانية) تم عرضه عام 2009، في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي  وضمن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي (2009).

تحكي قصة الفيلم سيرة المخرج الشخصية وسيرة عائلته التي تم تهجيرها من اراضيها خلال النكبة، تُبرز الوقائع التاريخية التي إجتاحت مدينته على ليبدء واقع عنوانه التشتت والألم وخلال فترة تداعيات النكبة وما سبقها من احداث وحتى وقيام دولة ال\إحتلال الإسرائيلي .يعتمد السرد على يوميات والد المخرج التي وثق فيها أيام الحرب وما تلاها .

فيلم فرحة

الفيلم هو تصوير واقعي لما عايشته العائلات الفلسطينية من الوحشية والتهجير جماعي، في مقتبل النكبة الفلسطينية والتي دفع قتامتها العصابات الصهيونية التي كانت تدخل القرى والمدن الفلسطينية بهدف الإبادة والتطهير العرقي، القصة تصور هذا المشهد من منظور طفلة اسمها رضية لم تتعدى الحادية عشر، تجد نفسها في أحد غرف بيتها حبسها والدها خوفا على حياتها، ومن العصابات الصهيونية التي لإجتاحت قريتهم، ولكن بعد أن إجتُثت عائلتها من الوجود، كانت رضية شلهدة على أفظع صور التنكيل والقتل التي لا يمكن تخيلها، الصور من قسوتها تظن بأنها غير واقعية ولكن الاحداث المبنية على أحداث حقيقية، تم سردها من على لسان صاحبتها التي كانت في في عقدها الثامن حينها.

فيلم فرحة هو تجسيد سينمائي لكارثية النكبة الفلسطينية

فيلم إن شئت كما تشاء

هذا الفيلم المرشح لجائزة الأوسكار لعام 2020، يستكمل فيه المخرج الفلسطيني  إيليا سليمان قصته التي تمثل حياة العائلة الفلسطينية بجنونها ويأسها ومقاومتها المستمرة، يعتبر احد أنجح الافلام الفلسطينية لفوزه وترشحه لأعلى الجوائز السينمائية،

مثل فوزه بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما بمهرجان كان السينمائي بالإضافة لجائزة خاصة من لجنة تحكيم المهرجان يمثل الخروج الأول لعالم سليمان السينمائي السرد من أرض فلسطين المحتلة إلى خارجها.

الفيلم يبدأ الرجل بتصوير عادي داخل عالم السينما، حيث يلتقى جيرانه في سياقات كوميدية، كما يتعثر في آلة القمع الإسرائيلية حتى وهو يمارس طقوس حياته اليومية الهادئة. العمل يرصد عبر الشخصية الرئيسية طبيعة لإختلال والتنكيل بواقعة أينما ذهب.

في هذا الفيلم تظهر شرطة الكيان الصهيوني في مشهد وحيد، حيث نرى جنديين يقودان سيارة الشرطة، يتبادلان النظارات الشمسية، في حين يتحفظان في الكرسي الخلفي على فتاة شقراء مغطاة العينين.

فيلم غزة مينامور

صورة سينمائية ساحرة وساخرة يحكي قصة مستوحاة من واقعة حقيقية وقعت في دير البلح، يقودها عيسى (سليم ضو) الصياد الستيني الذي يعيش وحيداً، وبالكاد يستطيع بيع سمكه، تتطور الأحداث في قالب الكوميديا السوداء مع عثوره على تمثال أثري للإله اليوناني “أبولو”، الامر الذي يتسبب له في العديد من المشاكل مع السلطات، بالاضافة لعلاقته بسهام (هيام عباس)، وهي امرأة تدير متجراً للأزياء في السوق، يجسد العمل طبيعة الحياة في غزة المحاصرة بواقعها الصعب المليئ بالضيق والتناقضات، عيسى يطارد ويُعتقل، وينسجن، بإعتبار أن التمثال هو ملك لـ”الدولة”،

وفيلم “غزة مونامور” من بطولة سليم ضو، وهيام عباس، ومايسة عبد الهادي، ومنال عوض، وحمادة عطالله، وإنتاج فلسطيني وفرنسي وألماني وبرتغالي وقطري مشترك.

لو استمر الصناع والكتاب بخلق اعمال مبنية على قصص وقعت ضمن المعاناة الممتدة لـ75 عام ماضية، لن ينتهوا من تجسيد الواقع.

قد يهمكم الإطلاع على أفضل المسلسلات السورية الإجتماعية على الإطلاق،عوالم وشخصيات تركت بصمتها