لقد كان يوماً غائماً واستثنائياً في الساحل الغربي على بعد 40 دقيقة بالسيارة عن مدينة جدة، وبالتحديد على الساحل الشمالي من أبحر، كنا هناك من أجل لقاء النجم السعودي الصاعد والمحبوب من قبل الجيل الجديد مشعل تمر
عند وصولنا إلى المنزل الشاطئي لعائلة تمر والمزين بأشجار النخيل، استقبلنا كلبين سيمارون جميلين وكان خلفهمها نجم البوب البالغ من العمر 22 سنة «مشعل تمر» بابتسامته المميزة الساحرة والتي استقطبت مئات الآلاف من المتابعين على منصتي انستغرام وتيك توك، وكان قد بدأ الترحيب بنا من على مسافة بعيدة فور رؤيته لنا عند بوابة بيته.

لقد كان المغني الشاب مشعل تمر في أفضل مزاج ممكن وخاصة بعد حفله في السعودية: والذي استمر لمدة ساعة كاملة محطماً الأرقام القياسية في اليوم الأول من المهرجان الموسيقي الأشهر في السعودية «مدل بيست». كان ذلك الحفل أمراً رائعاً بالنسبة لظهوره الأول في وطنه المملكة العربية السعودية.
لم يكن ذلك الحفل إنجازه الوحيد في العام المنصرم: فقد كان تمر واحداً من أوائل المواهب السعودية التي وقعت عقداً مع إحدى شركات التسجيلات العالمية الكبرى – فقد وقع مع شركة «آر سي ايه ريكوردس» في الولايات المتحدة الأمريكية وهي نفس الشركة التي وقع معها كل من دي جي خالد، مايلي سايروس، وA$AP روكي، كما وقع مع كولومبيا ريكوردز في المملكة المتحدة والتي تضم كلاً من أديل، بيونسيه، وهاري ستايلز.
مشعل تمر هو الابن الأوسط بين ثلاثة أشقاء ذكور وقد نشأ في مدينة جدة وكان مقرباً جداً لعائلته، وخاصةً والده السعودي ووالدته الاكوادورية وهما من أكبر المعجبين بأعماله الفنية. وعلى عكس نيته الطموحة بأن يكون أول طالب جامعي سعودي يسجل في مدرسة تيش بجامعة نيويورك التابعة لمعهد كليف ديفيس الموسيقي The Arts at the Clive Davis Recorded Music، والتي يعتبر الدخول إليها أمراً بالغ الصعوبة مع نسبة قبول لا تتعدى 4%، فقد بدأت الميول الموسيقية المبكرة لمشعل نتيجة الحاجة الماسة وليس بسبب الشغف فقط.

يشرح مشعل تمر ذلك بالقول: «عندما كنت في عمر التاسعة، كسرت ذراعي اليسرى وقد تأذت أعصاب يدي بشكل كبير، ولاستعادة الاحساس بيدي والمساعدة بشفائها الكامل، أمسكت بالغيتار»
ويضيف: «إن حقيقتي بأني نصف سعودي ونصف إكوادوري، قد أدت بي للتعرض إلى شيء من التنمر في المدرسة وهو ما أصابني نوعاً ما بشعور بأنني منبوذ، شعرت بأني لا أناسب أي مكان، وهذا ما دفع بي للقيام بكتابة الأغنيات». وفقاً للأضرار العصبية في يده، كان من الصعب بالنسبة له أداء كوفر خاص ببعض الأغنيات. يقول عن ذلك: «بسبب الإحباط الذي أصابني نتيجة عدم قدرتي على أداء تلك الأغنيات، قررت القيام بنسخي الخاصة منها، وهذا ما ساعدني بشكل كبير لكتابة أغنياتي الخاصة. وهذا الأمر تحول إلى نعمة فقد ساعدني للتماثل إلى الشفاء والتعامل مع كل المشاعر السيئة نتيجة كوني منبوذاً»
تأثر ذوق مشعل تمر الموسيقي بخلفيته العائلية المختلطة: فمن هاري ستايلز، بينك فلويد، ومايكل جاكسون، إلى شيرين،
عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، يملك مشعل مجموعة كبيرة من المعجبين المتعصبين من الجيل الجديد والذي يسمون أنفسهم باسم «تشيكن جانج». يقول مشعل عنهم: «أنا ممتن للغاية لمجموعة «تشيكن جانج»، لقد أصبحت هذه المجموعة مجتمعاً من الناس الذين يقدمون العون لبعضهم البعض» ويستشهد بقيام أفرادها بالتعاون معاً عندما قام أفراد مجموعة تشيكن جانج من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بجمع التبرعات الكافية لمساعدة

أحد أفراد المجموعة، وهي فتاة من ألمانيا، وتمثلت تلك المساعدة في بناء بيتها من جديد والذي تدمر بفعل حريق نشب فيه. يقول تمر حول ذلك: «جميعهم من عشاق الموسيقى وأنا أعتمد عليهم بشكل رئيسي في عملي» ويضيف: «هم الذين أؤلف الموسيقى من أجلهم».
يقول كاتب الأغنيات مشعل: «من الجميل أن يكون معظم أعضاء «تشيكن جانج» من عشاق الـ KPop لأنني لم أستمع إلا لها بينما كنت أؤلف هذه الموسيقى» ويحلم مشعل أن يتعاون يوماً ما مع KPop وBTS
ليست KPop الشيء الوحيد المشترك بين مشعل تمر وقاعدته الجماهيرية، فهو مستخدم نشيط جداً لتطبيق تيك توك، حيث يستخدم هذه المنصة في إطلاق الفيديوهات التشويقية لمجموعة «تشيكن جانج». ويقول حول هذا الصدد: «التيك توك أصبح اليوم الراديو الجديد» مشيراً إلى كيفية انطلاق الفيديوهات الأكثر تداولاً اليوم وانتشارها نتيجة تداولها الواسع عبر تيك توك. يقول مشعل: «إن أردت لأغنية ما أن تصبح ضمن قائمة الأكثر استماعاً، يجب أن تطرحها على منصة تيك توك» خلال فترة الإغلاق، قام مشعل بإطلاق مقتطفات من أغانيه، والتي تم تداولها بشكل كبير على تيك توك. يقول مشعل: «خلال تأديتي في مهرجان مدل بيست، فاجأني سماع الجمهور يغني معي ويعرف كلمات أغنيات لم أكن قد أطلقتها بعد»
استُوحيت أغنيته الجديدة Home is Changing من التغيرات الكبيرة التي تشهدها المملكة، والتغييرات التي يشهدها هو شخصياً لوصوله إلى سن الرشد. ويشرح حول ذلك بالقول: «هي خليط من الآلات الموسيقية العربية، مثل آلة العود، مترافقة مع نغمات موسيقى KPOP وبنية الأغنية، ولكنني قمت بهذا الخليط الموسيقي بأسلوبي الخاص» ويضيف: «ربما أغنيتي الشخصية المفضلة هي «واللهي». لقد كتبتها خلال فترة صعبة في حياتي، وقد حفزتني هذه الأغنية للخروج من السرير في الصباح»

ويعترف تمر بأنه شعر بتحفيز أكبر بعد العودة إلى السعودية خلال فترة الحظر. وفي ما يتعلق بصناعة الموسيقى المحلية المزدهرة، يرى مشعل الشباب في الريادة ويصف أسباب ذلك بالقول: «يشهد السعوديون ولادة جديدة في ما يتعلق بقطاع الفنون والترفيه. نحن شباب في مقتبل العمر لذا يجب أن ننهض بأنفسنا وندعم بعضنا البعض وأرى بأن ذلك أمر رائع. يقوم الأطفال بصناعة كل شيء بدءً من الموسيقى المستقلة إلى موسيقى الراب، أرى بأن ذلك شيء رائع» ويعترف تمر بأن يركز في الوقت الحالي على مسيرته المهنية، ولكنه يأمل أن يتمكن يوماً ما من تأسيس شركته الخاصة بالإنتاج الموسيقي واستقطاب المواهب السعودية وتقديمها للجمهور العالمي.
على الرغم من صغر سنه، هناك طموح كبير لدى مشعل تمر يدفعه للتطلع نحو شيء أكبر من مجرد لقب «نجم بوب»، فهو يتطلع إلى أن يصبح سفيراً لقطاع الترفيه في المملكة، وأن يقدم المواهب السعودية للجمهور العالمي.
يقول مشعل تمر: «نادراً ما يكون لدينا أي تمثيل إعلامي سعودي يقدمنا إلى العالم، وأنا أطمح إلى أن يرى العالم بأننا نمتلك شيئاً خاصاً واستثنائياً» ويضيف: «لدينا فن، ولدينا موسيقى ونحن كأشخاص لسنا مختلفين كثيراً عن الآخرين».
اقرأ أيضاً: الفنان محمد الشهري في حوار حصري مع اسكواير السعودية