فيلم Utama يبين مقاربة إعتماد الشخص المعاصر الحديث في إساسيات حياتك البسيطة على زاد الأرض والماشية وتقبع في مكان صحراوي أو جبلي فإنك المتأثر الأول وتكون على قرب من عجلة دوران النظام البيئي و بل ديمومة وجودك مقترنة بهذا النظام و عند إختلاله بسبب الإحتباس الحراري تصبح العواقب ملموسة و وخيمة.
يعيش (Jose Calcina) فيرجينيو وزوجته سيسا Sisa (Luisa Quispe) في كوخ خشبي في المرتفعات البوليفية النائية، يعتمدون على تربية حيوان اللاما. للوهلة الأولى قد يشعر البعض إن هذه الحياة في غاية الصعوبة الأمر يعتمد على المنظور ومعنى كلمة الراحة في مشكلة، يأخذ فيرجينيو حيوانات اللاما للرعي في السهول الجافة كل يوم، ونبدأ زوجته سيسا رحلة طويلًة مشياً على الأقدام متجهه نحو أقرب قرية لملئ سطلين الماء. معظمنا نأخذ الأمور الأساسية في حياتنا والتي تقف على عليها نجاتنا بعين الإستحقاق أو على الأقل أنها نضعها ذهنياً في تعداد المسلمات الموجودة الغير منقطعة،
ولكن حياة المدنية البعيدة عن أسلوب العيش القديم، وجد فجوة وإنقطاع عن الواقع البيئي من مصادر الماء و موارد الطعام الزراعية والحيوانية،
وكان الزوجين الطاعنين العمر يعيشون على هذا النحو لعقود إلى أن أتى اليوم المشؤوم بالنسبة لهم ، حيث لم يعد هناك ماء في مضخة القرية الذين يعتمدوا عليها سقياهم. وفوق ذلك لم تهطل الأمطار على منطقتهم لمدة تقارب العام ، وأصبحت الهجرة من القرية أمراً حتمياً للنجاة، بدأ الناس يغادرون القرية. وأصبحت الأرض التي صانت فيرجينيو وسيسا في شيخوختهم لتخذلهما الآن كلمة “أوتاما” باللغة البوليفية “أوتاما” تعني “منزلنا”. أصبح منزلهم غير مستدام.
في إحدى الأيام، زارهم حفيدهم الأكبر كليفر (سانتوس تشوك) ،وبقلي معهم لبضع أيام ، وهو حدث يكشف عن مدى روعة النطر العنيدة فيرجينيو ومدى حب سيسا. سرعان ما يدرك كليفر الحالة غير المستقرة لعالم أجداده. كما لاحظ أن فيرجينيو يعاني من سعال مستمر.
الكاتب والمخرج أليخاندرو لوايزا غريسي غير مهتم بمدى جاذبية القصة ووجود عوامل تستصيفها الثقافة العالمية السائدة ولم يعر إهتمام للتشويق والأكشن الدخيلة فالعوامل التي يحتاجها سياق القصة الدرامي هي الجديرة بالتواجد بلا مبالغة أو تفريط في أحد الجوانب، إنه مهتم بمدى كبر الحياة التي تبدو صغيرة بالعين المجردة ولكن يمكن إسقاطها على نسخ واقعنا المختلف بمجمل إختلافاته. الدليل على مدى واقعية القصة وسردها وإسقاطاتها ومشاهدها التي تدفع المشاهد على الإستنتاج لا التلقين، أنه لا توجد ذكر لكلمة “تغير المناخ” أو مرادفاتها في أي جزء من الفيلم، هي إبراز للملايين حول العالم خاصة في المناطق النائية أو الريفية الذتي بدأت حياتهم بالتغير والتعثر من تأثير التغير البيئي الناتج عن الإحتباس الحراري .
الفيلم حاز على عدة أهمها جائزة مهرجان سان دانس السينمائي، وحائز على تقييم 7.6 على موقع IMDb، وهناك تنبؤات حول إحتمالية تركه لأثر وبل حصد جائزة في جوائز الأوسكار 2023.
قد يهمكم الإطلاع على أهم الأفلام المنتظرة في 2023، تشكيلة من أفضل الأعمال السينمائية القادمة