لقاء حصري مع معاذ العوفي فنان التصوير الفوتوغرافي السعودي الذي يملك رؤية ثقافية استثنائية باستخدام فن التصوير

إن كان الجمال في عين الناظر، فإن عمل الفنان هو نشر ومشاركة الجمال إلى جمهور أكبر. تلك هي حقاً رؤية فنان التصوير الفوتوغرافي معاذ العوفي

لقد أسس معاذ لاستديو التصوير الفني الخاص به والذي أطلق عليه اسم المثبى، وتشتهر مشاريع العوفي للتصوير الفوتوغرافي بعرض جانب مختلف من المملكة.

معاذ العوفي المولود في المدينة المنورة والذي عُرضت أعماله الابداعية في معارض فنية محلية وعالمية، مثل مشروع “التشهد الأخير” الذي أنتج في العام 2017، والمكون من سلسلة من الصور الفوتوغرافية التي تركز على المساجد المهجورة في جميع أنحاء المملكة، والمشروع الآخر People of Pangaea الذي أنتج في العام 2018، وهو مجموعة من الصور التي تم التقاطها من الجو للمواقع الأنثروبولوجية القديمة في المملكة العربية السعودية.

تتزايد أهمية مكانة معاذ العوفي في الأوساط الثقافية بالمملكة العربية السعودية بفضل عمله السابق كرئيس للبرنامج الثقافي في هيئة تطوير المدينة المنورة، بالإضافة إلى الدور الذي يمثله الآن كمدير للمعارض والبرامج في هيئة تطوير بوابة الدرعية في الرياض. لقد تم منحه الثقة لرفع الحركة الثقافية في البلاد، من خلال إنشاء المعارض وورش عمل وبرامج فنية تعليمية. لقد جذبت أعماله الفنية مؤخراً انتباه الدار الفرنسية الفاخرة، كارتييه، التي اختارت معاذ العوفي ليكون الوجه الاعلاني لحملة ساعتها الشهيرة “تانك دي كارتييه”  حيث تحتفي الحملة بأربعة مصورين بارزين من جميع أنحاء العالم لمساهماتهم الثقافية. ولقد تحدثت اسكواير السعودية مع العوفي لمعرفة المزيد عن رؤيته:

***

اسكواير: لماذا استخدمت التصوير كوسيلة في تعبيرك الإبداعي؟

معاذ العوفي: أرى التصوير وسيلة لالتقاط أفكارك. هناك طنين مستمر في رأسي، وأحياناً أتمنى أن أتمكن من تجميد فكرة معينة حتى تتطور بشكل صحيح. لطالما وجدت أن التصوير الفوتوغرافي وسيلة سريعة وقوية جداً للمساعدة في التقاط تلك الفكرة.

اسكواير:  لقد وصفت نفسك سابقاً بأنك مصور فوتوغرافي و”باحث”. ماذا تقصد ب “الباحث”؟

معاذ العوفي: عندما كنت أصغر سناً، انتقلت بعيداً عن مسقط رأسي المدينة المنورة وعشت في الخارج لمدة 10 سنوات. عندما عدت إلى السعودية، تعرضت لصدمة ثقافية فيما يتعلق بثقافتي. كان الأمر كما لو كنت أرى ثقافتي من خلال منظور جديد وبدأت في توثيقها. كما بدأت أيضاً بإجراء أبحاث على العديد من العناصر الثقافية المختلفة. فأجريت أبحاثاً عن الطعام السعودي، والهندسة المعمارية السعودية، واقتصاد المدينة ومحيطها، وطوال الوقت الذي كنت أبحث فيه بشكل أعمق، كنت أفكر دائماً “كيف يمكنني تقديم منظور أوسع للمدينة المنورة”؟

البحث هو أحد الركائز الأساسية لعملي، ولذلك انتهى بي المطاف بإجراء بعض المشاريع البحثية لشركات كبرى مثل شركة ماكنزي، وشركة برايس ووترهاوس كوبرز وحتى وزارة الثقافة السعودية. أحاول مساعدة الناس على فهم منطقتنا وبلدنا بشكل أفضل، وفي نفس الوقت تقديم الجوهر الحقيقي للمحتوى المحلي، لأننا نملك المحتوى الذي نعرف أننا بحاجة إلى تقديمه بأنفسنا.

اسكواير:  ما هو الشيء الذي ترغب بمشاركته مع الآخرين فيما يخص منطقة المدينة المنورة؟

معاذ العوفي: رسالتي الشخصية كفنانة هي رد الجميل لمدينتي ومجتمعي من خلال مشاركة الأشياء التي أعرفها والأشياء التي رأيتها ولقد كان “مركز المدينة للفنون” فرصة جيدة للغاية لرد الجميل للثقافة ومساعدة المجتمع.

أنا أعمل باستمرار لمساعدة الناس على فهم منطقتنا وبلدنا بشكل أفضل. ولتحقيق ذلك فإنه من المهم بالنسبة لنا أن نتواصل بشكل مختلف، وأن نساعد في الكشف عن المواهب المحلية، كما يقع على عاتقنا تعريف الثقافة المحلية على ما يجري حول العالم على المستوى الدولي. كنا نعمل دائماً للمساعدة في تحقيق رؤية 2030، فيما يتعلق بتطوير جودة الحياة وخلق فرص مختلفة داخل الثقافة والفن.

في مجتمع المدينة، غالباً ما شجعت خوض التجارب، لأنني أردت حقاً أن يروا المنظور الأوسع للفنون وللفنانين والعمل معهم. أعتقد أنه ما يقع على عاتقنا هو تقديم الجوهر الحقيقي “للمحتوى المحلي”، لأن المجتمع يعرف المحتوى الخاص به والذي لا يمكن تقديم قصته إلا من خلالنا.

اسكواير:  لقد ذكرت من قبل أنك عشت خارج المملكة لمدة 10 سنوات. ما الذي دفعك للعودة إلى المملكة؟

معاذ العوفي: الشعور بالانتماء. بكل تأكيد. هذه أرضي وأنا متجذر في الصحراء. لقد استمتعت بوقتي في الخارج. كانت أوقاتي هناك مليئة بالأماكن الجميلة والأشخاص الطيبين والثقافات المختلفة، لكن كان هناك شيء ما حول هذه الأرض يدفعني للعودة إلى الوطن.

اقرأ أيضاً: كارتييه تستضيف أولى أمسياتها الحصرية في السعودية

المحتوى ذي الصلة