يحتفي مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) باليوم العالمي للغة العربية، من خلال تسليط الضوء على فنّ الموشحات العربية متناولةً نشأتها وأصلها وتطور هذا الفن الأندلسي الجميل من خلال إقامة مجموعة فعاليات مستوحاة من هذا التراث التاريخي متعدد الأبعاد، ويهدف المركز لتناوله والتعريف به، وتحتوي الفعاليات على ورش عمل وبرامج تفاعلية مع الزوار إلى جانب جلسات حوارية ممتعة موسعة للأُفق وأخرى لتوقيع كتب نخبة من الكتاب والأدباء العرب والمحليين، إلى جانب العروض الموسيقية التي تستعرض أشهر الموشحات الأندلسية، وتسلط الضوء على أهم الشخصيات التي نظمت هذا الفن.
رحلة تطور اللغة العربية
اللغة العربية هي جزء مهم من الموروث الثقافي الإنساني وهي أحد أكثر اللغات إنتشاراً في التاريخ الحديث، خاصةً وأنها اللغة القران والسنة، وأُختيرت من الله عز وجل ليس عبثاً بل لأنها تحمل قدرة وصفية غنية جداً، وتحمل في طياتها بلاغة تبعث الروح في الكلمات، لتتعدى طبيعتها المقتصرة، وكم حركت كلمات وأبيات الجيوش، وأنزلت ورفعت مقام أشخاص وقبائل (مثل قصة هجاء جرير لقبيلة نمير)، والعرب منذ قدمهم يتنفسون وتتمحور شخصيتهم حولها وبل يرتفع مقام من يتمكن منها شعراً أو نثراً، لذلك إثراء تهتم بعرض وإبراز تطور اللغة العربية وفنونها الأدبية البلاغية،
شخصيات أندلسية وورش عمل ثرية
ومن المسابقات المثرية والممتعه التي تنتظر الزوار في مكتبة إثراء أن يبينوا أي الكلمات ذات الأصل العربي وأيها المعرّب، وذلك عبر نشاط تفاعلي يشارك فيه الصغار والكبار وبأثر ذلك يتعرفوا على كيفية إستعارة الكلمات من اللغات الأخرى وإستخدامها حتى تصبح جزءمن العربية وهذه سمة طبيعية في تطوّر اللغات، بالإضافة لورش عمل تعطي المشاركين الفرصة للتعرف على الخطوات الأساسية في تقنيات صناعة الخزف وأنماط الخط العربي، من خلال نحت خطوط عربية المستوحاة من القطع الأثرية الإسلامية الموجودة في معرض الهجرة، ليتمكنوا في نهاية التجربة من تلوين جميع القطع وزخرفتها من جديد من خلال ورشة عمل (خزف، خط عربي وقهوة).
فيما يلتقي زوار المركز بشخصيتين تاريخيتين من أبرز شعراء الأندلس وهما (لسان الدين ابن الخطيب وابن بقي الأندلسي) اللذان كانت لقصائدهم التواجد الأكبر في فن الموشحات الأندلسية، وذلك عبر مشاهدة عرض أدائي متنقل في ساحة البلازا، يتعرفون فيه عليهما وعلى أشهر موشحاتهما.
تطور الرواية مع اللغة العربية
وفي هذا المنطلق سيكون الحديثُ يتمحور حول أثر وتأثر الرواية المعاصرة باللغة العربية، وذلك من انطلاقاً من كون اللغة كائنا حيا متغيراً، يتأثر بتغيرات وبظروف الحضارات والابتكارات. ففي حين ظهرت الروايةُ العربية المعاصرة في القرن العشرين لم يكن الروائيون بمعزل عن السؤال الرئيسي: بأي مستوى ونوع من اللغة سنكتب؟ هنا فرضت اللغةُ قيودها وموضوعيتها، وتدخلت الروايةُ المعاصرة بأدواتها الحديثة، وفرض الزمنُ متغيراته على الألفاظ والتعبيرات، حول كل ذلك تتحدث منصورة عز الدين وعلاء أحمد فرغلي في سينما إثراء.
غناء لأشهر الموشحات
سيتجول الزوار بين عدة محطات في محاولة للوصول إلى الوجهة النهائية من خلال الإجابة على الأسئلة المطروحة في مسابقة ترحال بدون سفر، فيما تتوشح حدائق إثراء بمعزوفات لأشهر الموشحات لتصحب المرتادين في رحلة موسيقية إلى عالم الأندلس، وسيخوض الزوار تحديا لقراءة كلمات من الموشحات الأندلسيّة بدون نقاط أو علامات إعراب، ومن خلال تحدي القراءة في 30 دقيقة، سيخوض الزوار تحديات متنوعة أخرى لكسر الرقم القياسي الذي حققوه العام الماضي بعدد القرّاء والصفحات المقروءة.
قد يهمكم الإطلاع على مؤيد النفيعي يطرح ألبومه الأول بالتعاون إستوديوا البادية وميدل بيست للإنتاج الموسيقي