تراجعت قيمة أسهم شركة نيتفلكس بنسبة 35.12٪ في أسوء يوم لها منذ عام 2004، بعد أن أفادت شركة البث العملاقة بأنها فقدت مشتركيها في الربع الأول.

أفصحت شركة نيتفلكس هذا الأسبوع إنها فقدت عدداً كبيراً من المشتركين، يفوق العدد الذي حققته في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وتلك صدمة تبين إنتهاء عقداً من النمو الشركة المتصاعد، وبمقتضى ذلك تراجعت أسهم الشركة بنسبة 35 في المائة يوم الأربعاء الـ20 من أبريل، بينما تراجعت قيمتها السوقية بنحوخلال 50 مليار دولار في أيام قليلة، هذا الخبر نشر التوجس و الهبوط في جميع أنحاء محيط الشركات المشابهة، حيث إنخفضت متأثرة أسهم شركات مثل ديزني ووارنر بروذرز ديسكفري وباراماونت.

قال الملياردير ويليام أكمان أحد هوامير المال والأعمال، الذي أقدمت شركته أكمان بيرشينج سكوير كابيتال شراء أكثر من ثلاثة ملايين سهم في نيتفلكس في شهر يناير الماضي، ثم باع حصته مؤخراً بخسارة كبيرة، وقال أكمان في رسالة تخاطب المستثمرين إن شركته باعت 3.1 مليون سهم كان قد اشتراتها قبل ثلاثة أشهر فقط بيرشينج سكوير وستقل العوائد في الصندوق، بأربع نقاط مئوية وهذا يعني خسارة تقدر بـ 400 مليون دولار.

في يناير ، قال السيد أكمان إن نيتفلكس تتمتع “بتقييم جذاب” و أضاف، “لقد فقدنا الثقة في قدرتنا على التنبؤ بآفاق الشركة المستقبلية.” حيث تراجعت الأسهم الى أكثر من ثلث القيمة، لتغلق على انخفاض 122.42 دولار، 226.19 دولارًا، وهو أسوأ أداء لمؤشر السهم . حيث كان يتوقع المستثمرون بأن تضيف الشركة مستخدمين جدد، ولكن، قالت نيتفلكس إنها أنهت الأشهر الثلاثة الأولى من العام بخسارة 200 ألف مشترك أي بمقدار أقل مقارنة بما جنته بالربع الرابعمن العام، وأضافت نيتفلكس إنها تتوقع خسارة مليوني مشترك عالمي في الربع الحالي من العام.

نيتفلكس

يعتبر السقوط الحالي في قيمة أسهم الشركة هو أكبر إنخفاض بالنسبة المئوية خلال يوم واحد، منذ 15 أكتوبر 2004 ، عندما انخفضت نسبة السهم إلى 41 ٪ بعد أن صرحت حينها نيتفلكس بإنها ستخفض رسوم الإشتراك وستؤجل التوسع الدولي المخطط له.

وألقت نيتفلكس باللوم على العديد من الأسباب، بدءاً من المنافسة المتزايدة المحيطة بها من المنصات المستجدة أمثال شركة ديزني ووارنر بروذرز، وإلى قرارها السياسي بإسقاط جميع عضويات مشتركيها مؤخراً في روسيا بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، ذلك أدى إلى خسارة عضوية 700 ألف مشترك، وقد يبرر البعض سبب الإنحدار إلى تدني مستوى إنتاج المحتوى الملحوظ على المنصة مؤخراً، ويعلق بعض المديرين التنفيذيين والخبراء في مجال الترفيه، إن الان هي اللحظة الحاسمة، فيما يسمى بحروب منصات البث ،و بعد سنوات من محاولة المنصات الجديدة التصدر و الإستحواذ على سوق الترفيه الحديث، قد تكون هذه الفرصة لإكتساح منافسهم العملاق في لحظات ضعفه.

وتتأمل نيتفلكس بأن تشق طريقها صعودا مرة أخرى، من خلال كسر المحرمات الخاصة بها التي تُعتبر من عوامل تفردها ونجاحها، وهي إضافة خيار إشتراك بسعر أرخص مدعوم بالإعلانات، ويُعتقد أن هناك طريقة أخرى للخروج من هذا المأزق، عن طريق توليد مصادر دخل من خلال الدخول إلى مساحة التطبيقات، من الناحية النظرية، يمكن لأي شخص إنشاء تطبيق لياقة يحمل علامة نيتفلكس التجارية، ويمكن لـ نيتفلكس الترويج للتطبيق للمستخدمين عبر المحتوى المتعلق باللياقة البدنية، يمكن أن يمتد هذا النموذج عبر القطاعات لإنشاء نظام متكامل يدعم التطبيق، وفي هذه الأثناء، يقترح ديفيد وينر أن تتغلب نيتفاس على رفضها من الدخول عالم بث المحتوى الرياضي الحي، فضلاً عن إنشاء محتوى مجاور للرياضات مثل الفيلم الوثائقي الناجح للفورمولا 1 “Drive to Survive”، والتفوق في هذا الجانب مشهود لشركة Disney التي تمتلك قنوات و منصات شركة ESPN الرياضية الشهيرة.

و الجدير بالذكر أنه بمقتضى الحدث تراجعت العديد من أسهم الشركات الإنتاج الأخرى، حيث هبط سهم باراماونت جلوبال هبوطا بمقدار 3.12 دولارًا إلى 33.16 دولار، وإنخفضت أسهم وارنر براذرز ديسكفري إنك بـ 1.48 دولار، لتصل إلى 23.01 دولار، وكذلك شركة والت ديزني بـ7.33 دولار اصبحت 124.57 دولار.

يبدو أن منصات العرض حتى الآن قد على ، لكن شركة Media الاستشارية شهدت انخفاضاً كاملاً في ساعات الإهتمام المخصصة للترفيه، مع إنخفاض مخاوف من جائحة كوفيد بعد عودة الناس للعالم مرة أخرى، ربما يبدأ العالم الحقيقي في التنافس بشكل أكثر فعالية على وقتنا وأموالنا مرة أخرى.

وكان أيضاً من أثار سقوط أسهم نيتفلكس المدوي الذي خيب أمال الكثير، هو إنسحاب منصة CNN + من الساحة تماماً، بعد شهر واحد فقط من إطلاقها، وهذا بعض النتائج الأولية من موجة من عمليات البيع التزايدة، جعلها الشركة الأسوأ أداءً هذا العام حتى الآن.

قد يهمكم الإطلاع على إليون ماسك إستحوذ على 9% من تويتر وتنازل عن عضويتها

المحتوى ذي الصلة