محمد عامر يكرس في مسلسل MO إسلوب تعاطي فكاهي ذكي جديد لحياة الفلسطيني الأمريكي
لقد إستمر حدو المجتمع الغربي بفئاته الشبابية نحو الوعي بحقيقة القضية الأساسية في عالمنا العربي خلال النصف الأخير من العقد الماضي، وأبعادها وأثارها الرجعية التي غيرت حياة الملايين من العوائل الفلسطنين المهجرة قصراً من أرضها، وتغير هذه البوصلة وتحويل الصورة الذهنية نسجتها الألة الدعائية الإحتلال صهيوني منذ 1948 وبذلت الكثير لأجل ترسيخها في الرأي العام الأمريكي خاصةً والعالم بأجمعه لكن في منتهى الأمر لا يمكن أن تُغطي الشمس بغربال وإن كان الغربال قد نُسج بأيادي صهيونيةمنذ عقود وجهود،
هذا المسلسل المضحك المبكي الذي يصدح فيه صوت التجربة الفلسطينية الأمريكية بكل أبعادها، من زيت الزيتون الى العلاقات الإجتماعية المربتطة بالهوية الفلسطينية، بالإضافة لكل التفاصيل والصور التي تلعب دور محوري في تغيير وإثراء الوعي الجمعي للمجتمعات، وذلك لا ينتقص بأي شكل من الأشكال طبيعة والإختلاف الثقافي والديني الذي يكون جزء من كيان البطل التي تتجانس حياته مع بيئته طبعاً ليس بسهولة، ويُأثر المسلسل على مدى جدية المعاناة وتفاصيلها المتعددة، وصورها المنبثقة من أصالة معاناة لاجئ فلسطيني في مدينة هيوستن بولاية تكساس،

يعالج عبرها MO أو محمد الألم ودوامات الأزمات المتتالية التي يجد نفسه داخلها لعدة أسباب من أهمها عدم حصوله هو عائلته على الأوراق القانونية التي تمنحهم الحق في العمل والعيش بأمريكا بصورة طبيعية، المسلسل يسرد الأحداث المبنية على قصة الحياة الحقيقية لمحمد عامر مع الصقل الدرامي المطلوب،

تبدأ أول حلقات المسلسل بطرد MO من عمله بسبب الخوف من الغرامات والملاحقة التي ستحل بالمحل الذي يملكه (rahman) باسم يوسف، ومن هنا تبدأ الازمة التي يمر بها البطل والتي ستدفعه لبيع منتجات الماركات المقلدة من شنطة سيارته(وهو بائع بالفطرة) وهو الأمر الذي سيعرضه لخطر ملاحقته من الشرطة و ICE وهي المنظمة الأمنية المناطة بملاحقة المهاجرين الغير شرعيين، و تزيد الأمور سوء بفضل الواقع والصدف التي تزيد سلبية الواقع الذي سيدفع MO لتخدير الألم الذي يتلاقى فيه الفقدان وتعاسة الماضي وجلد النفس مع والإحباط

تتوالى الأحداث عبر الحلقات الثمانية التي تشاهدوها بلا توقف لتشويق وجمالية تصوير الأحداث والموسيقى التصويرية وأيضاً لمدة الحلقة القصيرة، التي يعتبرها البعض ليست كافية بسبب جمالة الحوار و تناسق الأحداث وواقعيتها الملموسة والأداء الحوارات الرائع من طرف محمد عامر في لحظات التراجديا الحقيقية المبكية والكوميدية التي خلقت البيئة المثالية طريقة السرد الخالقة للتوازن المميز، كل جنب يُعبر عنه بكماليته بلا مبالغة، سيشعر المشاهد بأصالة القصة عند المشاهدة
علاقة MO مع أبيه وأمه
علاقة الإبن مع أمه وأبيه ليست بالهامشية أينما كان بيئته وخلفيته، ولكن نحن موجب أننا عرب ومسلمين نتعامل مع هذه العلاقة بجل التقدير والإهتمام والبحث عن الرضا بل هي الدافع والعنصر المكون للشخصية والمنظورها، لذلك نلمس مدى شفافية الحظات التي يمر بها MO (محمد عامر) خلال ذكرياته مع أبيه وتوصياته له بتحمل مسؤولية أمه وأخيه، ولكن من أكثر المشاهد التي تذرف لها العين عنوةً، هو مشهد توديع MO الصغير لأبيه قبل هروبه برفقة أهله من الكويت خلال فترة الغزو العراقي، وها هي العائلة مرة أخرى يدفعها الإحتلال والحروب إلى هجرة نحو مصير مجهول،

بالإضافة لعلاقة MO مع أمه الذي أدت دروها الممثلة فرح بسيسو بشكل رائع ومقنع، الأم التي تحاول تكريس حياتها لأجل إبنيها محمد وسمير ، ويعاني الأخير من تأخر ذهني طفيف، وستطيع المشاهد أن يلمس حبها وتضحيتها لإبنيها وحنينها لوطنها ومأساة إحتلاله، الوطن والأرض التي لم تطأها منذ عقود لكنه يعيش بداخلها في كل لحظة، و تتذكره بزيت الزيتون، الذي يلعب دور رئيس في المسلسل بأبعاد مختلفة، لأصله وطعمه و قيمته التاريخية والنفسية، ومن أجمل لحظات الأم كانت في الحلقة الثانية التي تحمل عنوان (Yamoo) التي ترينا مونتاج للأم وهي تصنع زيت الزيتون عبر مراحله من الصفر على أصداء إغنية دريد لحام (يامو) المحركة للمشاعر.

ظهور سعودي مع جدل محلي مفلس
والجدير بالذكر أن أدوار الثانية الداعمة التي أداها ممثلين خطفوا الأضواء في بعض الحلقات أمثال الممثل و الفنان السعودي مؤيد النفيعي الذي كان ظهوره في الحلقة، مفاجئة سارة لأنه من أفضل الشخصيات الكوميدية الشابة في المملكة، وله تاريخ سكتشات وأعمال تشهد له بذلك،على أي حال نراه مؤيد في مسلسل MO يلعب دور حميد المهاجر الذي يعمل في مطعم عربي ومثل الكثير من الشخصيات في العمل يبحث عن الجنسية الأمريكية، وتجري الأحداث بتوترها من منظور MO الذي يواجه مشكلة كبيرة مع تاجر مخدرات ضمنالكرنفال الذي يصور الشكل العربي من ثقافة الإحتفال بالزواج و تجهيز العريس والزفة،

حتى يأتي وقت زواج حميد من إمراة أمريكية أسمها دالاس و تخرج زوجته وهي تتجه نحوه في الكنيسة كما هو والمعتاد عند الغرب و يراها المشاهد لأول مرة بضخامتها ختى تقف أمامه ويتم إعلانهم زوج وزوجة ثم يقبلها وهذا هو الأمر الذي تدافع الناس في مواقع التواصل الإجتماعي تعليقاً إدانة، ما مدى التفاهة التي تفع بشخص لإحراق أعصابة والإنفعال مبالغ فيه يدفعه لطلب المعاقبة وهو لا بمت للواقع بصلة، أولا لمن يطلبوا إقاف مؤيد و سحب عضويته من أي مكان لا يستوعبوا ان التصوير كان تحت رابطة SAG للممثلين الأمريكين، والمشهد بحد ذاته لا يدور إلا في فلك الكوميديا المضحكة جداً و لا يقرب من إي مشاهد إباحية صادمة.

الخلاصة
مسلسل MO المركبة المثالية لإيصال الرسالة المرادة وعرض الصورة التي لا يراها الكثير بكماليتها بلا مبالغة ىأو تغاضي عن بعض التفاصيل، فهو عمل يستحق المشاهدة مهما كانت خلفيتك الثقافية والدينية لأن هناك علاقات و الصراعات و كوميديا ستجدها في كل ثقافة ولكن العرب والمسلمين كانوا يعيشوا في المهجر أو الوطن فا مشاهدة المسلسل مرة واحدة لن يعطيه حقه، وأخيراً نهاية الموسم الأول في الحلقة الأخيرة التي تنتهي بمفاجئةوالتي ستمون أرضية غنية للقصة مما يفتح المساحة لعدة خيارات يمكن للبطل والقصة إتخاذها في الموسم الثاني الذي لم يتم الإعلان عن موعده بعد لكن الأن إذهبوا لمشاهدة المسلسل علة منصة نيتفلكس.
قد يهمكم اللإطلاع على “مو عامر” مسلسل أمريكي من بطولة الكوميدي الفلسطيني محمد عامر وفرح بسيسو على نتفليكس