بقلم بوراك كاكماك
في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر فبراير، توافد رواد السباق مرة
أخرى إلى ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في ضواحي مدينة الرياض لمشاهدة أغنى سباق خيول في العالم، كأس السعودية. وقد بعث فوز الجواد «أمبلم رود» بالسباق الذي يحمل اسم الميدان -والذي تبلغ قيمة الجائزة الأولى فيه 20 مليون دولار أمريكي- السرور لدى الجمهور. ولكن من باب العلم بالشيء، فكأس السعودية ليس فقط للمتحمسين لسباقات الخيول، فهذا السباق يوازي السباقات العالمية المشابهة مثل رويال أسكوت وكنتاكي ديربي، حيث أن كأس السعودية حجز اليوم مكانةً بين أهم المناسبات على أجندة الأزياء السعودية.
للسنة الثانية على التوالي، شاركت هيئة الأزياء السعودية مع خبيرة الأزياء التراثية د. ليلى البسام، والرسامة الموهوبة، نورة سهمان، لتقديم قواعد اللباس الخاصة لحضور هذا الحدث الهام. لقد كان ذلك لتشجيع رواد السباق للبحث عن الإلهام من الألوان المذهلة والنقوش والأقمشة المميزة في المملكة العربية السعودية ومناطقها الـ 13 من منطلق الاحترام والتقدير لتاريخ المملكة الغني.
عندما جلسنا معاً في بادئ الأمر لمناقشة قواعد اللباس الخاصة بكأس السعودية، لم يكن بإمكاننا تخيّل مدى نجاح هذا الأمر. لقد كنّا معجبين بأزياء العام الماضي من كأس السعودية، ولكن خلال هذا العام فقد أصابنا الذهول التام، فرواد السباق خططوا لأزيائهم بعناية واضحة واضعين المنافسة في مستوى مختلف تماماً.
لم تكن السيدات هنَّ الأكثر جدارة في أزيائهن خلال هذه المناسبة، ولكن ما بدا واضحاً هو الحضور المتألق والمذهل لكل من الرجال والسيدات في ارتدائهم للملابس السعودية التراثية. ومع تواجد محرري الموضة، فقد كانت فرصة رئيسية لمصممي الأزياء لإظهار موهبتهم في عرض أزياء حقيقي في الحياة الواقعية.
نرى اليوم المزيد والمزيد من مصممي الأزياء السعوديين الذين يستمدون إلهامهم من تراثهم السعودي، ويقدمون تقاليد وأزياء خاصة لكل منطقة من مناطق السعودية. من خلال استخدام النقشات الهندسية التقليدية في تصاميمهم، واعتمادهم على رمزية الألوان التي تشير إلى مناطق مختلفة من المملكة.
وقد لمسنا رغبة حقيقية في الارتقاء بحدود التصميم، وتوفر الاستعداد والرغبة لتجربة أقمشة ومواد مميزة للملابس بالإضافة إلى استخدام الزخارف والأشكال المستوحاة من التقاليد السعودية. لقد كانت لحظات إبداعية عرفنا من خلالها مستقبل الإرث السعودي وكيف سيُقدم من خلال تصاميم مميزة إلى كل المنطقة.
أنا أؤمن حقاً بأن ذلك كان لحظة مفصلية للأزياء السعودية. وأعتقد أنه يمكننا توقع مشاهدة مصممي الأزياء يخططون لإطلاق أحدث تشكيلات ملابسهم بناءً على تاريخ انعقاد كأس السعودية، وذلك لأنه سيقدم أعمالهم وتصاميمهم للجمهور المحلي وإلى جميع المهتمين بعالم الأزياء في المملكة والمنطقة ككل. إن صناعة مثل هذه المناسبات وربطها مع قطاع الأزياء في المملكة، سيؤدي بطبيعة الحال إلى استقطاب الاهتمام العام تجاه الثقافة والتصاميم السعودية.
وهذا ما سيساعد على منح الحضور لآراء إبداعية مختلفة تستطيع من خلالها المواهب السعودية الاستفادة في عرض إبداعاتها، كما تتيح أيضاً للأشخاص القيام بتفصيل وشراء قطع أزياء استثنائية خلال هذه المناسبات. أخيراً، إن تزايد أعداد عروض الأزياء سيساعد في تحقيق نمو عوائد هذا المجال من الأعمال كما سيساهم في زيادة انتشار أعمال مصممي الأزياء، وإعطائهم دفعة نحو الأمام للارتقاء بحدودهم الإبداعية
لمعرفة المزيد عن قواعد اللباس يمكنكم زيارة موقع thesaudicup.com
بوراك كاكماك رئيس مجلس ادارة the Fashion Commission، التي أطلقت في العام 2020 من قبل وزارة الثقافة لقيادة تطوير قطاع الأزياء في المملكة.
