أقلام مونتيغرابا يصل قيمة بعضها للملايين، هي ليست مجرد أقلام بل قطع فنية إستنثنائية مصنوعة بحرفية وإحترافية بناءً على رؤية واضحة وفريدة. لكي نفهم هوية ومنهج العلامة الإيطالية العريقة جلس سليل مؤسس مونتيغرابا والمدير التنفيذي للشركة حالياً، جوزيب أكويلا مع إسكواير، وتحدث عن هوية العلامة الفاخرة وما تمثله، ونهج التصنيع، ومستقبلها في السعودية والشرق الأوسط، والجيل الجديد من هواة جمع الأقلام الفاخرة.

أقلام مونتيغرابا الفاخرة لاتزال تتربع على قمة عالم أدوات الكتابة الفاخرة، لتجانس عراقة هويتها القديمة بإبداع التصورات التصميمية الحديثة، الذي مع عزوف العالم عن الكتابة اليدوية لازالت العلامة ثابتة كرمز للمكانة الإجتماعية،

مونتيغرابا

Montegrappa هي أقدم علامة معاصرة لصناعة أدوات الكتابة الفاخرة، تأسست عام 1912في ذات الموقع التي يتواجد به مقر الشركة الرئيسي اليوم على على ضفة نهر برينتا في مدينة باسانوغرابا الصغيرة المجاورة للبندقية ، وتلك البقعة الجغرافية كان لها دور في تكوين هوية الشركة، والتي تكمن قيمتها في المعارك التي إحتضنتها ضد القوات النمساوية في الحرب العالمية الأولى، وإسم مونتغرابا هو جبل غرابا الموجود في ذات المدينة، ما يميز العلامة الإيطالية العريقة هو الإختصاص والتركيز على إستمرارية الإبداع والبراعة في صناعة أدوات الكتابة الفاخرة والحفاظ على المعيارية التي وضعتها لنفسها، لتخرج بأقلام ذات تصاميم فريدة مستوحاة من شخصيات خيالية وحقيقية يتم إختيارها بعناية أمثال إرنست همنغواي الذي إستخدم أقلامها في تغطيته الصحفية للحرب العالمية الاولى وجبران خليل وغيرهم.

شهرة وإنتشار واسع

إقتنى أقلام مونتيغرابا نخبة من الفنانين والقادة وأهم رجال المال والاعمال في العالم، و أصبح إسم العلامة يطّن في إذن كل من يعرف القليل عن عالم الفخامة والرفاهية، ومن يضع في جيبه الأمامي أحد أقلام العلامة العريقة يتبوء للحظات على الاقل مكانة إقتصادية وإجتماعية معينة في أعين من حوله، ظهرت أقلامها في أيادي وجيوب إبرز الشخصيات الفنية أمثال الممثل سلفستر ستالون احد المساهمين في الشركة، وقادة مثل ملك أسبانيا وملكة بريطانيا وفيدل كاسترو. وتواجدت في الكثير من المشاهد المحورية في التاريخ الحديث أبرزها هو مشهد تسليم السلطة لبوتين عبر القلم الذي وقّع به يلتسن للتنازل وأهداه إياه إشارة لذلك التحول.

مونتيغرابا في الشرق الأوسط والسعودية

فتحت شركة مونتيغرابا فرع خاص لها بالشرق الأوسط في 2011، وإختارت الإمارات مركزاً لها، وذلك لوعيها بأهمية عملائها الخليجين والعرب،

“في أوروبا لا يتم عرض القلم بشكل واضح كما يفعل أهل الخليج عندما يضعوه في الجيب الأمامي للثوب، حتى يكون جزء مهم من أناقتهم لذلك نفخر بأن العرب والسعوديين خاصة يستخدموا أقلامنا كجزء أساسي من تكامل مظهرهم، أحب هذه الثقافة، وذلك ما يميز عملائنا هنا ”

جوزيب أكويلا

العلامة الإيطالية الفاخرة قدمت أقلام مستوحاة من الواقع السعودي، ولكنها مجرد بداية على حد قول مديرها التنفيذي حيث أن السوق السعودي هي أرضية خصبة تخطط مونتيغرابا لدخولها، لذلك تؤكد العلامة أولوية إفتتاح أول بوتيك لها في الرياض عام 2024، كما صرح رئيسها التفيذي ” لقد صنعنا قلم مخصص لرؤية 2030، باللإضافة لقلم دام عزك يا وطن الذي تم تقديمه في اليوم الوطني السعودي بالتعاون مع باريس غاليري، وشارك بتصميمه كوادر سعودية شابة، ونعمل حالياً على التوسع في هذا النطاق مستقبلاً لإستغلال أهمية الرموز التي تمثل الهوية المحلية والتي ينجذب لها عملائنا السعوديين”. جوزيب أكويلا

هل يمكنك أن تقتني أقلام مونتيغرابا بلا دفع مبالغ طائلة

متوسط سعر أقلام العلامة هو بين 3500 الى 5000 يورو، بعيداً عن الإصدارات المحدودة التي تصل قيمتها لمئات الالاف وبل الملايين، فطِنت مونتيغرابا لحاجة إيجاد أقلام ذات كيمة معقولة يمكن أن يقتنيها الأغلبية بلا الحاجة لرهن بيته، لذلك أصدرت بعض مجموعات الأقلام ذات الإصدار الواسع ” إن أقل سعر يمكن لقلم مونتيقرابا 200 يورو اي (ما يعادل 800 ريال سعودي ) أعلم بأنه ليست قيمة زهيدة ولكن في متناول الكثير، وأيضاً نمتلك تعاونات ذات اصدار واسع مع دي سي وهاري بوتر والتي لا تتجاوز قسمتها الـ250 الى 350 يورو وسنستمر في العمل على إصدارات مشابهة ” جوزيب أكويلا

طبيعة هواة جامعي أقلام مونتيغرابا الشباب

يفهم أكويلا بأن طبيعة الجيل الجديد من هواة جامعي الاقلام الفاخرة يختلفون عن الجيل المنصرم بأنهم يهتمون بالهوية والإبداع والقصة اكثر من اي شيء اخر، القصص التي تعكس إهتمامتهم لتصبح محور لإنجذابهم في إختياراتهم لذلك هم أكثر تطلباً، من من يبحث عن إسم العلامة ومرتبتها اللإجتماعية،

” نحن مُلمين بتحول ذائقة هواة جامعي القطع الفاخرة الشباب والذي يملكون قدرة شرائية قوية، لذلك تجد بأننا نتعاون مع جهات مختلفة لنخرج بأقلام ذات إصدارات محدودة، مبنية ضمن هوية معاصرة، مثل شخصيات أبطال خارقين من دي سي و مارفل او العوالم الخياليةالمنتشرة، حتى نلاقي رغبات وأهواء فئة الشباب وخاصة العرب منهم، لأن متوسط أعمار عملائنا في أوروبا لا يقل عن 50 عام”

جوزيب أكويلا

“في مقتبل التسعينات أصدرنا احد اول أقلامنا ذات الإصدار المحدود وكذلك مونت بلانك، وحينها كانت عناك هبة في اللإقتنلاء والتجميع، ولكن مع السنوات اصبحت هناك خصائص مهمة خاصة لجيل الشباب، بالطبع الحرفية والجودة العالية مهمة ، لكنهم ينجذبوا أكثر للقصة خلف القلم ومهتمين ومتفاعلين وملمين بالتفاصيل ، لذلك إختيار القصة هي أهم مرحلة في التصنيع”

جوزيب أكويلا

بعض أشهر مجموعات أقلام مونتيغرابا وما يميزها

أقلام مونتيغرابا تتفرد عن منافسيها بالمادة المستخدمة في صناعة رؤوس أقلامها السائلة التي تتكون من مادة الإبونيت وهي مادة مطاطية صلبة ذات فرادة تركيبية تمكنها من تعود على طريقة كتابة مالك القلم عبر تسجيل طريقة وقوة الضغط التي المستخدمة في الكتابة (بذكاء غير تكنولوجي) وبناءً عليها يُخرج الكمية المناسبة من الحبر، ليصبح القلم فعلاً جزء من شخصية المالك، على عكس الشركات الأخرى التي تستخدم البلاسيك المعالج،

وتتنوع مجموعات أقلام مونتيغرابا وتعاوناتها لتغطي رقعة واسعة من الأُطر والهويات، فهناك مجموعات تلاقي الكلاسيكية الايطالية التي تعيد إحياء أساطير العصر الذهبي للكتابةو الإستكشاف كقلم الرسول لجبران خليل، ومجموعة التراث التي تستحضر الماضي بإبداع، وأخرى مستوحاة من أفلام وشخصيات سينمائية أيقونية مثل باتمان وجيمز بوند، والمعاصرة منها والمجموعة الفوضوية المصممة بإشراف النجم سلفتر ستالون، والتعاونات مع السيارات الفارهة أمثال قلم أتومبيلي لامبرغيني ذو الإصدار المحدود، وغيره الكثير، ولكن من أشهر المجموعات أقلام المحاربين التي تستقي تصميمها من أشهر محاربي التاريخ البشري مثل الساموراي الياباني و مقاتل الفايكينج و جنكيز خان القائد المغولي وقد نرى مستقبلاً محارب عربي كهوية لقلم جديد من المجموعة، وبالطبع القلم الذي كان نقطة تحول للعلامة وأشهرها هو مجموعة اقلام التنين المعروفة التي تجاوز عمرها الـ25 عام والذي وكان محور رمزي في التاريخ المعاصر والثقافة العامة ويصل لقيمة ,دولار امريكي 290,000 

تقديراً للخط العربي

الكتابة بالخط العربي ، تتجاوز الحروف والكلمات أشكالها الأساسية وتصبح أشياء ثمينة. يعتبر الخط في العالم العربي شكلاً فنياً رائعاً يمكّن الثقافة وينشرها من خلال علاقته بأنماط الأرابيسك التي تزين الكتب والمنسوجات والديكورات الداخلية للمساجد والمنسوجات العربية، لذلك كانت هناك مجموعة أقلام للخط العربي قدمتها مونتيغرابا بالتعاون مع المصممة اللبنانية كاتيا أسواد طرابلسي. تتلاقى إبداعاتها بين الخط العربي ونمط الأرابيسك ، المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ والثقافة العربية. القلم ذو إصدار محدود يتكون من 328 قطعة فقط من نوعين احدهم قلم حبر جاف بسعر 13 الف ريال والقلم الخطاط السائل الذي يوفر الرؤوس المائلة والعذبة التي يحبها ىالخطاطون بقيمة بـ 190 الف ريال.

ومن الملفت هو طبيعة الأقلام التي يتركز عليها اللإقبال من المشترين، وهي الأقلام السائلة ذات الدبوس المصنوع لفن الخط، مما يعني بأن هناك عودة لإستخدام الأقلام بشكل فعلي عوضاً عن عرضها فقط،

” هذه الموجة تشعرنا بالحماس ، وإن كان كانت تكثر في الغرب أكثر من الشرق، وقد لا يستخدم الأغلبية التي أقصدها القلم بشكل روتيني في كل لحظة من اليوم ولكن عندما يفعلون يريدون الافضل، عندما يوقعون او يكتبون رسالة مهمة او حتى ملاحظة هنا تأتي الرمزية”

جوزيب أكويلا

عملية معقدة لصناعة أقلام مونتيغرابا

نهج الشركة في تصنيع الأقلام الفاخرة والمميزة هي عملية طويلة تمتد لسنتين منذ نشئة الفكرة الاولية حتى اللإصدار، عملية تتضمن الكثير من المراحل المطولة لتضمن جودتها وتفردها، ” العملية تستغرق الكثير من العمل والدراسة العلمية التي يقودها مختصين نستعين بهم بناء على فكرة هوية القلم كانت تاريخية او فنية أو غيرها، ثم يأتي دور المصممين وإخراج الرسم التصوري ثم المهندسين الذين يضعوا نهج واقعي للتصنيع القلم، وعندها تبدأ عملية التصنيع المعقدة التي تعتمد على الحرفية وقطع الكثيرة المليئة بالتفاصيل يدخل بها التصنيع بالألة والرسم والحفر على المعادن، بعدها يخرج .”

بناءاً على خبرتك في هذا العالم، هل بإمكانك معرفة شخصية الذي أمامك بناء على قلمه؟

“طبعاً القلم هو أحد الإشارات لشخصية وهوية مالكها، كما هو الأمر بالنسبة للساعات، الذي يرتدي باتيك فيليب غير الذي يرتدي رولكس، والأمر كذلك بالنسبة للأقلام ، إن كان يقتني قلماً ذو طابع كلاسيكي او معاصر او مستقبلي، ولكن هذه الثقافة والوعي بها، ليست على ذات مستوى الساعات، ولكن مجتمع هواة جمع الأدوات الكتابية الفارهة المعاصرين ، ينشرون اليوم هذا الوعي لأهمية ثقافة القلم وتأثيره على تكوين الصورة الأولية”جوزيب أكويلا

ماهو أغلى قلم أصدرته مونتيغرابا في تاريخها ؟

أغلى قلم تم بيعه كان في عام 2010 بقيمة ثمانية ونصف مليون دولار. وهو الأغلى بالعالم عوضاً عن الأقلام ذات الطلب الخاص المرصعة محدود الأصدار التي تزيد قيمتها عن المليون دولار.

قد يهمكم الإطلاع على قلم مونت بلانك الجديد ينبثق من إرث أسطورة الروك جيمي هندركس