يروي د. جمال جمعة مجلة اسكواير السعودية القصة الكاملة لعمليات التجميل عند الرجال، دوافع العمليات من أجل الموضة، والعمليات التجميلية الأكثر طلباً من الرجال.
حاوره: عبد الباسط المنجد
اسكواير: في البداية دكتور جمال، هل الرجل يحتاج فعلاً إلى تجميل؟ أم أنه قد وقع ضحية الصورة النمطية وفلاتر السوشيال ميديا؟ بعبارة أخرى التجميل للرجال هوس أم ضرورة؟
عمليات التجميل تناسب الجنسين الرجال والنساء، يختار الأشخاص القيام بعمليات التجميل وفقاً لعاملين رئيسيين هما العامل النفسي والعامل العضوي، في السابق كان الرجال يجرون عمليات التجميل لضمان أداء وظائف الجسم على الشكل الأمثل، ولكن الآن أصبح الشكل يمثل للرجل أهمية كبرى.
حالات الهوس عند الرجال هي حالات نادرة تتمثل في الرجال الذين يخضعون لعمليات التجميل وهم ليسوا بحاجة لها. أو أؤلئك الذين يحاولون التشبه بشخصيات فنية أو شخصيات رياضية. في حالات أخرى فإن عمليات التجميل تمثل ضرورة للأشخاص الذين يعتمدون على الشكل الخارجي في حياتهم المهنية مثل الاعلاميين والفنانين ورجال الأعمال وموظفي العلاقات العامة.
بطبيعة الحال، لفلاتر السوشيال ميديا مردود سلبي على عمليات التجميل، فقد دفعت بعض الأشخاص لاجراء عمليات والحصول على نتائج غير واقعية، النوعية المتأثرة بالسوشيال ميديا تصاب غالباً بالإحباط بعد إجرائهم لعمليات التجميل ولا يشعرون بأي نتائج إيجابية بعد العملية، لأن فلاتر السوشيال ميديا تمنح هؤلاء الأشخاص صور خيالية جداً قد لا نحصل عليها في الواقع. لهذا يتعامل أطباء وجراحي التجميل بحذر مع الأشخاص الذين يريدون تقليد أشخاص آخرين أو الذين يرغبون بنتائج مشابه لفلاتر السوشيال ميديا.
اسكواير: ما الذي يؤثر على الرجال أيضاً ويدفعهم لاجراء عمليات التجميل.
قد يفاجئك ما سأقوله ولكن تغيير تصاميم الأزياء والملابس الخارجية قد دفع بالكثير من الرجال إلى اجراء عمليات التجميل، سابقاً كانت الأزياء الدارجة هي الملابس الواسعة أم الآن فقد أصبح الشباب يفضلون الملابس المتوافقة بتصميمها مع الموضة مثل ملابس “Slim Fit” وهذه الملابس لا تتناسب مع جميع الأشخاص أو لنقل جميع الأجسام. الواقع الجديد للموضة دفع الشباب إلى اجراء عمليات التجميل لتحويل قوامهم إلى قوام يتناسب مع الموضة السائدة. الأزياء التقليدية الأكثر انتشاراً في دول الخليج مثل الثوب السعودي والدشداشة أو الكندورة تساعد الرجل على زيادة الوزن دون أن يشعر بذلك.
اسكواير: كيف ذلك؟
غالباً ما يتم تصميم وخياطة هذه الأزياء لتمنح الرجل المزيد من الراحة، فهي لا تُفصل على مقاس الجسم مثلها مثل الأزياء العادية. فعندما يرتديها الرجل كل يوم لا يلاحظ بأن وزنه تغير، لتأتي الصدمة في وقت الإجازة عندما يحاول الرجل ارتداء الملابس العادية ويكتشف بأن وزنه قد زاد جداً وتغير مقاسه بطريقة ملحوظة. الأزياء الخليجية قد تكون أحياناً عامل يؤدي إلى زيادة الوزن بطريقة غير مباشرة لأنها لا تمنحك “تنبيه” -كالأزياء الأخرى – بزيادة الوزن.
اسكواير: ما هي فئة الرجال المهتمة بعمليات التجميل؟
حسناً من الممكن تقسيم الرجال والشباب حسب دوافع اجراء العمليات التجميلية، فالرجال فوق سن 45 سنة غالباً ما يكونوا من رجال الأعمال أو الاعلاميين الذي يكون على احتكاك مباشر مع الجمهور، وهم يسعون إلى عمليات تجميل الوجه مثل زراعة الشعر وعمليات الجفون، وبعضهم قد يحتاج إلى عمليات شد الوجه وخاصةً إذا كانوا من المدخنين بشراهة. أما الشباب فغالب عملياتهم تركز على القوام مثل عمليات نحت الجسم وعمليات التثدي وشفط الكرش كما تلقى عمليات تجميل الأنف رواجاً في منطقة الخليج العربي بسبب انتشار بروز عظمة الأنف أو طول الأنف لدى شرائح كبيرة من السكان.
اسكواير: هل أصبح الرجال يشكلون نسبةً ملموسة من إجمالي عمليات التجميل في المملكة؟ ما نسبتهم إلى النساء وفق تقديراتك؟
بشكل مؤكد فقد ازدادت نسبة اقبال الرجال على عمليات التجميل، ومن العوامل المؤثرة لذلك هو انتشار عمليات تكميم أو قص المعدة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبالتالي ازدادت نسبة العمليات الخاصة بتصحيح الارتخاء الناجم عن التكميم وهي مجموعة من العمليات التجميلية التي يقوم بها الرجل لمنطقة البطن أو الصدر أو الذراعين أو الأفخاد وبعض الناس يحتاجون لعمليات شد الوجه. في الوقت الحالي، ما زالت النسبة الأكبر للمرضى من النساء، ففي السابق كانت نسبة النساء التي تجري عمليات التجميل تتراوح حوالي 95% مقابل 5% من الرجال، ولكن اليوم ازدادت نسبة الرجال لتصبح 15% مقابل 85% من النساء. ومن الملاحظ بأن الرجال قد بدأوا الاهتمام بالاجراءات التجميلية أيضاً وليس الجراحات التجميلية مثل البوتوكس والفيلر. كما زاد الاقبال أيضاً على إجراءات ليزر الشعر مثل تحديد اللحية وتحديد الشنب وإزالة الشعر من الابطين.
اسكواير: هل شهدت خلال مسيرتك الطويلة كجراح تجميل وجود بعض الرجال الذين لديهم هوس في عمليات التجميل؟
عند دراسة شخصية المرضى والدوافع النفسية لاجراء عمليات التجميل عند الرجال وعند النساء، نجد هناك اختلافاً كبيراً، فعادةً ما يكون الرجال الذين يترددون كثيراً إلى عيادات التجميل يعانون من أسباب نفسية تتعلق بعدم الرضا عن النفس أو عدم القناعة بالشكل وهذا ما يدفعهم إلى إجراء عملية وراء أخرى. ولكن أطباء التجميل المدربين وأصحاب الخبرة يتجنبون مثل هذه الحالات لأنه من الصعب تحقيق الرضا لدى هذه النوعية من الأشخاص الذني يسعون إلى اجراء عمليات لا تؤدي إلى تغيير واضح في أشكالهم أمام الناس.
اسكواير: لماذا لا يرغبون أن تتم معرفتهم كمرضى في عيادات التجميل؟
من الواضح بأن السبب هو تجنب الاحراج الذي قد يتعرضون له في مجتمعهم، والمشكلة هنا تكمن في الحل، فعمليات التجميل تسبب تغييراً واضحاً في أشكال الأشخاص ولكن ضمن الحدود الطبيعية للتغيير. بمعنى آخر، الشخص العادي قد لا ينتبه للتغيير في حين أن الشخص القريب من المريض قد ينتبه إلى ذلك.
اسكواير: يقع الكثير من الحوادث المرورية أو حوادث العمل.. هل يتم إجراء عمليات ترميم الأعضاء في المملكة العربية السعودية Reconstructive Surgery ؟ هل من الممكن أن تحدثنا أكثر عن هذه النوعية من العمليات
من المعروف بأن الحوادث المرورية كثيرة في المملكة وهناك اصابات العمل أيضاً وعمليات التجميل تهتم بإعادة الأجزاء المصابة إلى طبيعتها مثل معالجة اصابات وكسور الوجه واصابات اليدين، كما هناك نوعية أخرى هي جراحة ترميم الأعضاء بعد استئصال الأورام السرطانية مثل أورام الوجه والثدي، حيث يستخدم جراح التجميل جميع المهارات والتقنيات لمحاولة إعادة تشكيل عضو جديد من أنسجة أخرى وهذا يعد تحدي كبير مثل عملية اعادة ترميم الثدي حيث تستخدم أنسجة البطن أو الظهر لتشكيلها لتعوض مكان الثدي المفقود، أو استخدام غضاريف الصدر لتشكيل الأنف وهذه العمليات منتشرة بكثرة في المستشفيات الكبرى وخاصةً المستشفيات الحكومية.
اسكواير: هل تمنح عمليات التثدي الصدر الرياضي للرجل مثل أبطال السينما؟ أم أنها تقتصر على إزالة الغدد والدهون! هل من الممكن أن تحدثنا أكثر عن هذه العملية ؟
هذه العمليات منتشرة بكثرة وخاصة عند الشباب الذين تجاوزوا مرحلة المراهقة، تعطي هذه العمليات نتائج رائعة جداً من حيث الشكل ومن حيث ثقة الشاب بنفسه، يحتاج الصدر الرياضي إلى عمليات منفصلة تتمثل بحقن الدهون في العضلة لاعطائها الشكل الرياضي والحجم الأكبر. ومؤخراً ظهرت تقنيات جديدة وإضافية، مثل الشفط باستخدام الأجهزة الهزازة والشفط بالموجات الصوتية أو الغازات النبيلة التي تساعد على إعطاء نتائج أفضل.
اسكواير: هل من الممكن فعلاً تذويب دهون البطن من دون جراحة؟
التقنيات الحديثة في تذويب الذهون تعطي بعض نتائج. فأحدث تقنية اليوم تسمى تجميد الدهون وهي عبارة عن جهاز يوضع على منطقة الخواصر أو البطن أو الذراع ويشفط الجهاز الجلد والدهون المتركزة تحت الجلد، فتدخل الأنسجة إلى داخل جهاز الشفط وتبرّد الأنسجة إلى درجة -40 تحت الصفر لتبدأ المنطقة المستهدفة بالتحلل تدريجياً وتبدأ الدهون بالخروج من الجسم، وقد تكون هذه الطرق مناسبة لبعض الحالات لتخفف من 20 إلى 30 % من المنطقة المستهدفة، ولكن بعض الأشخاص قد يحصلوا على نتائج عكسية فتزيد الدهون في المنطقة المعالجة، وهناك العديد من التقنيات الأخرى مثل الموجات الصوتية المكثفة والتدليك اللمفاوي وتساعد على عصر الدهون وإنقاص مقاس الشخص عند مواظبته على استخدام هذه الأجهزة، ولكن عند التوقف عن استخدامها فسيعود إلى حالته السابقة. فكل التقنيات الغير جراحية تكون محدودة النتائج.
لمعرفة المزيد عن آخر نشاطات والنصائح التجميلية من د. جمال جمعة يمكنكم الانضمام إلى صفحته على الانستغرام
نبذة عن د. جمال جمعة
- الرئيس المؤسس لعيادات فنون الطب (ميد آرت)
- جراح تجميل معتمد من ثلاثة مجالس دولية رسمية في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
- .يمارس عمله كجراح و كإستشاري في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية و قطر
- تم تعيينه في مناصب رفيعة و انتخابه لعضوية قيادية في العديد من المنظمات الدولية المرموقة.
- محافظًا ورئيسا للكلية الأمريكية للجراحين بالسعودية (ACS)
- الأمين العام لجمعية الإمارات لجراحة التجميل (EPSS)
- رئيس مشارك للجنة العلمية في الجمعية العالمية لجراحة التجميل (ISAPS)
- عضو مؤسس للبورد السعودي لجراحة التجميل
- مؤسس للجمعية العربية لطب وجراحة التجميل
- رئيس الرابطة العربية لجراحة التجميل والحروق
- مؤسس و أول رئيس للجمعية السعودية للرعاية الجراحية التجميلية
- أستاذ (بروفسور) زائر للجمعية الأمريكية لجراحة التجميل
- ضابط طبيب برتبة عقيد بالقوات المسلحة وحصل على أوسمة متعددة وشارك في عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت
- ساهمت خلفيته العسكرية الغنية في تشكيل شخصيته كرجل يتمتع بالنزاهة والتنظيم والقيادة والتصميم.