بلال محمد مقاتل الـ UFC الفلسطيني الذي يحمل سجل ممتاز خلال مسيرته القتالية الإحترافية في هذه الرياضة التنافسية الصعبة، 22 فوز مقابل 3 خسائر، وهي أرقام مثيرة للإعجاب ودلالة على مستواه المتطور، يتحدث بلال عن أهمية تكوينه الإسلامه وإنبثاق عزيمته وقوة تحملة التي شهدناها في الأكتاغون من العبادات والممارسات التي الإسلامية مالصيام، وكيف يعتبرها محورية في تطوره كأنسان ومقاتل.
بلال محمد هو مقاتل UFC أمريكي فلسطيني في فئة الوزن المتوسط الويلتر. ولد محمد ونشأ في شيكاغو لأبوين فلسطينيين، وهو معروف بإيمانه ومحافظته على عبادته وشخصيته المميزة وهو أحد أهم الأسماء في عالم الفنون القتالية المختلطة، وبطبيعة هذه الخصال أصبح لديه شعبية كبيرة في الشرق الأوسط. يحدثنا محمد حول أهمية شهر رمضان بالنسبة له، ويخبرنا عن أجواء الشهر الفضيل في عام 2023.
“رمضان هو الوقت المفضل خلال السنة. إنه يمثل هذه الفترة من العام التي نخصصها لهدف واحد فقط، يتعلق بتحسين نفسك في سبيل الله، والقيام بالأشياء التي لا تقوم بها في العادة أو حتى التخلي عن بعض العادات. أنت تحاول أن تكون إنساناً أفضل، ومسلماً أفضل، وهذا هو الوقت المناسب من العام للقيام بذلك.
بلال محمد
يتكلم بلال عن مقاصد الصيام التي تتعدى عن اللإمتناع عن الطعام، لا يبين مدى تأثير هذه العبادة الرئيسية تكوين النفس وتشجيبها، واهمية إستغلال الفرص التي يقدمها الشهر الكريم لتنقية الروح.
يركز الكثير من الناس على الصيام، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالبقاء من دون طعام وماء. هذا هو الوقت المناسب للتعرف على الأشياء السلبية في الحياة والابتعاد عنها. إن شهر رمضان هو الوقت الأمثل للتخلص من ضغوط الحياة خلال العام.
في هذا الوقت من العام، أشعر أنني أكرس نفسي لأكون شخصاً أفضل وأقوم بكل ما يلزم.
هذا يساعدني كثيراً. ما زلت أتدرب مرتين في اليوم وأمارس التدريب مع العبادة. أنا عادة أشاهد التلفزيون، ولكنني الآن أريد الاقتراب من القرآن. أنا أقرأ القرآن لوقت أطول حتى أكون أكثر معرفة. وهذا يماثل إلى حد ما التمارين التي أمارسها. فأنا كل يوم أتعلم المزيد. أريد أن أتلو القرآن وأن أستمع إليه أكثر كل يوم. إنه يمنحني السلام والسكينة.
الجميل والمثير للإهتمام هو أن المسلم إذا تمعن وتفكر في كلام الله وتعاليمه سيلحظ صفاء العدسة التي يرى الحياة من خلالها، وإتضاح الصورة بمجملها، التي تعيد توجيه منظوره الشخصي حتى يضع الأمور في نصابها الصحيح وذلك الذي بدأ يشعر به بلال، الأمر الذي جعله يجد التوازن في تعاطيه على نطاق حياته المهنية القتالية والشخصية.
لقد ركزت هذا العام حقًا على فهم أن الحياة قصيرة للغاية. نحن نضع الكثير من الضغوط على أنفسنا لأننا نريد أن نكون الأكبر والأفضل وهذا جزء بسيط مما تعنيه الحياة. لا يكون الإنسان ناجحاً عندما يكون لديه كل المال في العالم. ولا يكون الإنسان ناجحاً عندما يكون الأغنى. هناك الكثير من الأثرياء غير سعداء. السعادة تأتي من معرفة أنك تفعل كل الأشياء الصحيحة في سبيل الله.
لقد شعرت بالتوتر الشديد على مدار العام، لأنني كنت أرغب بمعرفة لماذا لا أحصل على فرصة لخوض نزال على اللقب، أو لأنني لا أحصل على شيء ما أو غير ذلك. ولكن في النهاية، كتب الله كل شيء من أجلي، واختار الخير لي، وأنا بحاجة فقط للاستمتاع بهذه الرحلة. نحن فقط بحاجة لأن نكون ممتنين لما نحن فيه. خلال شهر رمضان نبقى دون طعام وماء أثناء النهار، ولكن هناك أشخاص يضطرون إلى فعل ذلك كل يوم. إنهم يعانون كثيراً، ومع ذلك فإننا نحزن على أتفه الأشياء، ولا معنى لذلك.
لشهر رمضان قدرة مذهلة رائعة على التقريب بين الناس، ومن أبرز الأمور بالنسبة لي الذهاب إلى منزل أمي لتناول العشاء. إنها تعد طعاماً شهياً، لذلك فأن أكون قادراً على الذهاب إلى هناك كل ليلة مع إخوتي وأختي، حيث تجتمع العائلة بأكملها هناك معًا، ونحن عادة لا نقوم بذلك كثيراً، لذلك فإن القيام بذلك لمدة شهر كامل هو أمر خاص للغاية.
عندما نلعب الرياضة في شهر رمضان يكون الأمر ثقيل بعض الشيء، فما بالكم بالتدريب الإحترافي الذي يتطلبه مقاتل محترف على مستوى بلال محمد، بإعتباره أحد أفضل عشر مقاتلين في فئة وزن الوولتر، في أكثر المنظمات شعبية ومنافسة في عالم الفنون القتالية، ولكن يجد بلال الأسلوب والطريقة المثلى.
بصفتي رياضي محترف، لا يزال يتعين عليّ القيام بعملي وممارسة التدريب. إن حياة مقاتل الفنون القتالية المختلطة صعبة للغاية على الجسم، لذلك يجب أن أكون محافظاً على نفسي خلال شهر رمضان أكثر من المعتاد. إذا كنت بحاجة إلى استراحة، فسأفعل ذلك. يجب أن أتأكد من أنني أتناول الأشياء الصحيحة في الليل لأتمكن البقاء طوال اليوم التالي دون طعام. التزود بالغذاء أمر بالغ الأهمية. يجب أن أحصل على ما لا يقل عن جالون من الماء، والكربوهيدرات التي أحتاجها لتزودني بالطاقة في الصباح، والفيتامينات اللازمة للبقاء بصحة جيدة – يجب أن أكون ذكياً في كيفية التعامل مع جسمي.
ومن الخصال الشخصية الإيجابية التي يتفوق بها بلال أقرنائه، هي القوة النفسية والعزيمة وقدرة التحمل وهذه الخصال أنبتتها وطورتها عبادات تعود المسلم على جهاد النفس والتغلب على الرغبات الجسدية الإنسانية. بالإضافة لأهم عنصر وهو الإيمان واليقين
أقول لنفسي طوال الوقت أن خصومي لا يتعرضون للضغوط كما يحصل معي في هذه الفترة. أعلم أنه عندما يحين وقت القتال والاستعداد له، فسأكون على مستوى مختلف تماماً. ومن الناحية البدنية فقد كان جسمي يمر بضغوط الصيام التي تعد أكثر صعوبة. ولكنها تمنحني الإلهام وتعيد لي النشاط.
أخبرني زملائي أنني خلال شهر رمضان أشعر بأنني أقوى، ويبدو الأمر كما لو أن جسمي يتكيف بشكل طبيعي، وأنني أكثر صرامة من الناحية الذهنية. رمضان يجعلني أرغب بدفع نفسي بقوة أكبر وإظهار أنني نفس الشخص الرياضي الذي يمتلك الإصرار ذاته لتقديم كل شيء مهما كانت الظروف.
خارج الصالة الرياضية، من المهم للغاية بالنسبة لي أن أكون قادرًا على رد الجميل لمن هم أقل حظًا. أعمل مع شركة في شيكاغو تدعى Pious Projects. إنها تنشط في الأماكن المنكوبة بالحرب، أو التي لا يستطيع الناس فيها الوصول إلى الطعام والماء والملابس – كل تلك الأشياء التي تكون بالنسبة لنا من المسلمات. أنه أمر ضروري بالنسبة لي أن أساهم بالتبرع وتقديم المساعدة قدر المستطاع كل يوم.
حقاً إن شهر رمضان هو أجمل أوقات السنة، ولا سيما مع السكينة التي يجلبها. إنه بلا شك الوقت المناسب لنكون في حال أفضل وأن نركز من أجل أن نكون أفضل خلال بقية العام أيضًا. وما أراه أن ذلك لا يقتصر عليّ فقط، وإنما على جميع الناس من حولي أيضاً، إنه شيء جميل حقاً”.
الجدير بالذكر هو أن الصورة الذهنية للمسلمين والعرب في الثقافة الغربية تطور في العقود القليلة الماضية، وبلال بجانب حبيب هو أحد الأسماء التي تحرك البوصلة في ما يتعلق بصورة المسلم الأمريكي الفخور بدينه وجذوره ولا يتقاعس رسم الصورة بنفسه، والأهم هو انه أحد الذين يمكنهم أن يصبحوا قدوة للعرب والمسلمين الأمريكيين، إذا إستمر بنجاحاته وصعوده حتى يصبح أول بطل UFC عربي فلسطيني.
قد يهمكم الإطلاع على لقاء خاص بإسكواير السعودية مع الملاكم العالمي بادو جاك قبل نزال البحر الأحمر
