تخلّى عثمان الملا عن فرص عديدة أتيحت له كالدارسة في أمريكا والعمل في أرامكو. في النهاية ترك كل شيء وذهب ليلاحق شغفه في رياضة الجولف

هل سبق وأن سمع أحدكم عن لاعب جولف سعودي؟ دعوني أجيب عن هذا السؤال. لا لم يسمع أحد عن لاعب جولف سعودي. ولكنكم ستسمعون عنه قريباً في حال حقق «عثمان الملا» إنجازه المرتقب في عالم الجولف.

يخبرني عثمان الملا في صباح يوم صيفي حار في مدينة دبي وهو ينظر إلى خور دبي: «سأكون في جولة جولف قريباً، سأفوز بالبطولات وسأكون بطل العالم».  يبدو الأمر كما لو أني قطعت سلسلة أفكاره بالخطأ. فما عبَّر عنه عثمان وما قاله لي يشابه نفس الأفكار التي تراود ذهنه عندما ينظر إلى المرآة كل صباح أو يقف في ملعب الجولف لتنفيذ ضربة ما. 

تُعرف رياضة الجولف بأنها رياضة المسافات القصيرة، ولعل المسافة القصيرة الأكثر أهمية في هذه الرياضة هي المسافة التي تمثل محيط حجم الرأس. فهذه اللعبة هي لعبة عقلية بنسبة 95% في حين أنها تعتمد على المقدرات البدنية بنسبة 5% فقط. ولكن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يصدق هذه الحقيقة هو أنت.

يقول عثمان الملا: «أنت تلعب الجولف صحيح؟ لذا فأنت تعرف كيف يمكن أن تنقلب عليك هذه اللعبة. هل يعاني أي لاعب في  الرياضات الأخرى من حقيقة أن يكون اللاعب الأكثر ثقة في العالم لينقلب إلى اللاعب الأقل ثقة في العالم خلال بضعة ثواني؟» 

عثمان الملا
عثمان الملا

هذه هي باختصار رياضة الجولف. حضور هش يتأرجح ما بين الإخفاق الكبير والمجد العظيم في كل مرة تلوح فيها بمضرب الجولف. لا فرق إن كنت تلعب في بطولة العالم المفتوحة أو كنت تلعب مع أصدقائك في يوم إجازة السبت. مع افتراض بأن جميع العناصر الرئيسية للعبة موجودة، على سبيل المثال، عشب الملعب.

عندما خطى عثمان للمرة الأولى على ملعب الجولف، لم يكن في الحقيقة ملعباً للجولف. لم يكن هناك عشب في الأساس. لقد لعب لأول مرة على رقعة مطاطية بأدوات تم استعارتها من الأندية. لقد كان السعودي الوحيد الذي كان يضرب الكرات باتجاه الأعلام في ذلك اليوم وقد اعترف بأنها كان مباراة سيئة بالنسبة له «فجميع اللاعبين الآخرين المتواجدين معه قد تمكنوا من هزيمته».

لذا ولهذا السبب فقد كان عثمان الملا خلال العام 2019 أول لاعب سعودي محترف في رياضة الجولف وكان عمره وقتها 32 سنة.

يقول عثمان الملا عن ذلك: «تركز ثقافتنا على الاختصاصات الأكاديمية القوية، والحصول على عمل ممتاز، والزواج، وإنجاب الأطفال، والحصول على وظيفة مرموقة ثم التقاعد بسعادة. ولكن هناك المزيد من الأمور في الحياة تفوق مجرد العيش في صندوق مغلق. لذا عندما اتخذت قراراتي في الحياة، كان الجميع ضدي ولقد كان أمراً جنونياً بالفعل».

لقد كان أول قرار اتخذه عثمان في صيف 1999، وكان عمره وقتها 15 سنة وكان يملك الحماس اللازم والمهارات الكافية ليكون أحد نجوم المنطقة الشرقية برياضة كرة القدم. يقول عن ذلك: «كان حلمي تمثيل المنتخب الوطني السعودي واللعب في كأس العالم. وكنت على وشك التوقيع لأحد الأندية لفئة تحت 18 سنة». 

ولكن بعد ذلك، جاء كشف درجاته المدرسية والتي ظهر فيها تدني درجاته، لم يكن تدني الدرجات كبيراً ولكنه كان كافياً بالنسبة لوالديه لأن يكون هناك عواقب، لذا كان صيف عام 1999 مكرساً لدراسته بشكل كامل في حين كان يجب على  رياضة كرة القدم أن تتنحّى جانباً.

في نفس ذلك الصيف، اتصل به أحد أصدقائه وقال له: «هل ترغب بممارسة الجولف؟» وبطريقة ما وجد نفسه على أرضية ملعب نادي أرامكو للجولف وهنا بدأت قصته مع هذه الرياضة.

إسكواير: لقد كان حباً قاسياً من والديك.. ولكن في النهاية أظن أن الأمور سارت على ما يرام؟

عثمان:لقد كنت دائماً على علاقة قوية وشفافة ومريحة مع والدي ووالدتي. لقد عاملني كلاهما بطريقة متساوية، لقد كان أبويّ من صناع الأفكار الرائدة. فقد عملا في شركة أرامكو. وكانت والدتي واحدةً من أوائل السيدات اللاتي عملن لدى أرامكو. بعد ذلك حصل والدي على منحة دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن والدتي لم تحصل على منحة مماثلة»

«لذا فقد تركت أرامكو وذهبت للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكنت معها. لقد درس أبي مجال الأمن الصناعي في حين درست أمي مجال التواصل. أعتقد أن هذا الأمر قد علمهم كيف يكونوا مستقلين بأنفسهم وأن يؤمنوا برحلتهم في الحياة. وطبعاً إدراك ما يتطلبه الأمر من اتخاذ قرارات صعبة والعيش بالطريقة التي يرونها مناسبة»

عثمان الملا
عثمان الملا

إسكواير: هل ترى هذه الروح في نفسك؟

عثمان: أظن بأن هناك أموراً إيجابية تحصل عليها من خلال تقديم الدعم لنفسك في الوقت الذي يخذلك فيه الآخرين، وأبي وأمي قد قدما لي البيئة التي سمحت لي القيام بذلك. 

إسكواير: كيف استطعت تطوير نفسك؟ لم يكن هناك مدربين أو ملاعب تدريبية، حتى إن منصة يوتيوب كانت في بداياتها!

عثمان: لا أعتقد بأنني قد أحببت اللعبة حقاً في البداية، ولكن في واقع الأمر فأنا لم أحب الخسارة فيها. لذا فقط واظبت على التدرب وبمرور الوقت تطور مستواي في اللعبة وتمكنت من توجيه كرة الجولف بالاتجاه الصحيح ثم عندما بدأ موسم كرة القدم مرة أخرى، وجدت أني ما زلت أرغب بممارسة رياضة الجولف. بعد ذلك كنت محظوظاً، فقد التقيت صدفةً بثلاث شباب يلعبون الجولف وكان أحدهم مدرب فريق وطني، والذي قال لي حينها بأنهم قد بدؤوا للتو بتأسيس فريق للصغار في رياضة الجولف وسألني إن كنت أرغب باللعب في الفريق.»

في بداية الأمر، تردد الوالدين بمنح ابنهما المراهق الأذن بالخروج من المنطقة السكنية والذهاب للتدرب في ملعب صحراوي للجولف. ولكن مع الخطاب الموقع من الحكومة وولادة اللجنة السعودية للجولف اللذان أعلنا عن إطلاق دوريات ومجمعات تدريبية مما مكّن عثمان من صقل مهاراته. بدأ عثمان بعد ذلك بهزيمة اللاعبين واحداً تلو الآخر في عدة بطولات وبدأ بالتسلل إلى المراكز العشرة الأولى في البطولات العربية وهنا تبلورت الخطة يقول عثمان عن خطته: «أخبرت والدي ووالدتي بأن لدي شعور ما لا أعرف ما هو بالضبط، ولكن أشعر أنه بإمكاني تحقيق شيء ما في هذه اللعبة، أستطيع أن أكتب التاريخ للسعودية في هذه الرياضة، أستطيع القيام بشيء مميز حقاً»

إسكواير: هل تمكنت من إقناعهم؟

عثمان: لقد تطلب الأمر مني بعض مهارات المبيعات. لذا فقد أخبرتهم برغبتي في الذهاب إلى أكاديمية الجولف والتي قد تساعدني في الحصول على منحة دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية. ثم تركت بروشور الأكاديمية لهم في مكان ظاهر ليتمكنوا من قراءته، وعندما حان وقت الجلوس معهم والحوار المباشر حول الموضوع، بدأت حديثي على الفور بأني أريد أن أصبح أفضل لاعب عربي، وليس أفضل لاعب سعودي فقط، أريد أن أصبح الأفضل في العالم العربي كله، وأنا بحاجة ماسة للحصول على التدريب لأنه لا يوجد تدريب هنا».

إسكواير: بالمضي سريعاً في مسيرتك. لذا فقد وصلت إلى إحدى الجامعات الأمريكية وتم إعدادك لتصبح أفضل لاعب عربي في العالم؟

عثمان: أتمنى لو حصل الأمر بهذه السهولة. لقد كان هناك أكثر من 100 لاعب جولف يحاولون جميعاً أن يصبحوا لاعبين محترفين وكان هناك بطولتين خلال الأسبوع. لقد كانت مسيرتي في الجولف تنطلق بالفعل وكنت على وشك الوصول إلى البطولات الإقليمية، ولكني لم أكن قد حجزت مكاني بعد ضمن فريق الجولف. لذا فقد ذهبت إلى اختبارات الأداء. وكانت عبارة عن تصفيات مكونة من أربعة جولات، وكنت متقدماً بـ 10 نقاط في الجولة الأخيرة وهنا جاءني المدرب وقال لي بأن هناك مسألة تقنية مع «الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات» نتيجة تفويتي لفصل دراسي واحد فقط (عثمان كان مريضاً حينها)، لذا، يؤسفني القول بأننا لن نستطيع منحك مكاناً في الفريق حتى لو استطعت التأهل.

إسكواير: ماذا فعلت؟

عثمان: أعلم بأني كنت أريد اللعب كلاعب محترف. لم أستثمر 100% في تعليمي، ولكني استثمرت 100% في تحقيق أهدافي. لذا فقد أوقفت منحتي الجامعية وعدت إلى السعودية. حصلت على دعم من وزارة الرياضة في بلدي والتي وضعتني في دبي وهنا بدأت بتكريس نفسي لتحقيق حلمي.

إسكواير: بمعنى لقد بدأ سيناريو المعتاد من التدريب الشاق إلى حصد البطولات والكؤوس ثم الموسيقى الختامية السعيدة؟

عثمان: تقريباً حدث عكس ذلك. فقد وضعت نفسي تحت ضغط كبير جداً لأنني كنت أدرك حجم المخاطرة التي قمت بها. ولم يصدق أحد بأني قد قمت بمثل هذه المخاطرة، باستثناء أبي وأمي.

لقد حصلت على العديد من النصائح غير الموفقة لأنه لا يوجد أحد قد اتبع هذا المسار من قبل. لم يقم أي أحد بذلك في الشرق الأوسط ولم أجد أي شخص لأسأله النصيحة كل من سألتهم كانوا مقيدي الأيدي لذا فقد ارتكبت العديد من الأخطاء.

إسكواير: في ذلك الوقت، كنت شاباً صغيراً وهاوياً، كيف تعاملت مع الأمر؟

عثمان: لم أبلغ مرحلة النضج الكافي لأطلب المساعدة عندما احتجت إليها. لقد كنت واثقاً بنفسي دائماً وفي منحنى تصاعدي دائم ثم تلاشى كل شيء فجأة. فبعد أن تأهلت إلى بطولة قطر للماسترز ولم أستطع كسر حاجز الـ 80. ليس لدي أدنى فكرة لم حصل ذلك. ولكن كنتيجة لما حصل فقد وقعت في بئر مظلم من الإحباط والاكتئاب. لم أتحدث أبداً عن ذلك، لقد كنت في وضع نفسي سيْء جداً جداً  كما كنت وحيداً. لم أرغب بإخبار والدي ووالدتي عما حصل. لقد كانوا داعمين لي لأبعد درجة ولكنني وقعت في هذه الحفرة المظلمة من الإحباط.

عثمان الملا
عثمان الملا

إسكواير: ما الذي كان يدور في ذهنك؟

عثمان: كنت قلقاً دائماً من التسبب بخذلان والدي ووالدتي. لم أسمع منهما أبداً أي شيء يتعلق بالخذلان، ولكن هذا ما كان يدور بعقلي دائماً، كنت أقول لنفسي: يجب أن لا تخذلهما.  إن تحمل عبء هذا الأمر واستيعابه قد حفر في رأسي حفرة أكبر. لقد اعتدت تخيل ما سيقوله الناس لهما: لقد تركتم ابنكم على هواه ليخرّب مستقبله وحياته، ما الذي فعلتموه؟ سيمضي حياته معتمداً على معوناتكم المالية ليصرف جميع أموالكم عندما تتقاعدا لأنه لم يكمل تعليمه الجامعي».

لقد دعماني دائماً ولكن كان يجب علي أن أثبت بأن رهانهما كان صحيحاً»

إن أزمة الصراع الوجودي للاعب الجولف هو جزء من طقوس الدخول إلى هذه الرياضة. تأمل باجتياز مسار قصير وسهل وناجح. ولكن في بعض الأحيان يتحول الأمر إلى دمار كامل. بعض لاعبي الجولف ممن حققوا أصعب البطولات في العالم لم يستطيعوا بعد ذلك بأسابيع قليلة من إدخال الكرة في حفرة على بُعد 5 أقدام. لذا فقد اختار بعضهم ترك هذه الرياضة.

ولكن عثمان قد قرر بأن هناك شيء بحاجة إلى التغيير. فقد احتاج إلى التنحي جانباً لفترة قصيرة من أجل وضع الأمور في سياقها الصحيح. في السنة التي سبقت ذلك، كان متواجداً في الصفحة الأولى لسجل المتصدرين في دبي ديزرت كلاسيك، عندما تفوق هنريك ستينسون بفارق ضئيل على إرني إلس وتايجر «إلدريك» وودز. 

لقد عاد عثمان المُلا إلى جامعته في مدينة هيوستون ولاية تكساس لدراسة اختصاص الإدارة المالية. وكان ما زال في ذلك الحين اللاعب صاحب المركز الأول في الشرق الأوسط، لذا فقط كان ملزماً للعب في البطولات الوطنية. «لقد تدربت لأسبوع قبل البطولة كي لا أحصل على 100 نقطة، لم يكن لدي أي توقعات عن أدائي في البطولة المقبلة»

في عام 2015، عاد عثمان إلى السعودية وبدأ العمل في شركة أرامكو في قسم العقود يقول عن ذلك: «لقد كانت بدايتي مذهلة، لقد كنت أقوم بعمل جيداً جداً مقدماً عملي إلى الإدارة ثم شعرت بالفراغ الداخلي، بصراحة، كان هناك شيء ما مفقود في حياتي».

مثل نداء صفارات الإنذار، فقد وجد عثمان المُلا نفسه متصدراً لبطولة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت بفارق نقطتين في الحفرة الأخيرة وهنا جاءت تلك اللحظة التي لقنته درساً. فقد ضرب عثمان كرة الجولف بعيداً إلى خارج الحدود مضيعاً مجهوده السابق خلال المباراة عندما حقق ثلاث ضربات صحيحة وقد حدث كل ذلك بسبب الضربة الأخيرة الوحيدة والخاطئة.

يقول عن تلك اللحظة: «ذهبت إلى الحمام وبكيت. بكيت بألم. نظرت إلى نفسي وقلت لدي قرار يجب أن أتخذه. أستطيع ترك هذه اللعبة وإقناع نفسي بأن هذه اللعبة ليست لي أو أستطيع اتخاذ قرار بأن هذه اللعبة هي الشيء الذي أريد القيام به بغض النظر عن صعوبة الرحلة»

العام 2019 كان عاماً كبيراً، فقد قرر عثمان في النهاية أن يصبح محترفاً وكان ذلك بدعوة سعودية  لافتتاح أول بطولة للاعبي الجولف المحترفين. 

خلال السنوات الثلاثة التالية، أشعلت المملكة العربية السعودية عالم الجولف من خلال دعمها لـبطولة LIV GOLF، وهي جولة جولف عالمية جديدة تهدف إلى تنشيط اللعبة من خلال أشكال جديدة وتمويل جوائز أكبر وبعض الإضافات الجريئة للجولة العالمية الجديدة.

لقد استمدت معظم العناوين الرئيسية من مشاهدة مجموعة من أفضل لاعبي الجولف العالميين وهم يتنقلون بضيق عبر المؤتمرات الصحفية. المؤسف، بأنه لم يكن هناك إلا القليل من التقارير الواردة حول الرؤية الأوسع للجولف السعودي.

إسكواير: لقد كان أوقات هامة بالنسبة لك لتكون لاعب جولف سعودي أليس كذلك؟

عثمان: بالفعل لقد كانت وقتاً هاماً لأكون سعودياً. فقد شهدت المملكة العربية السعودية تغيراً كبيراً بطريقة لم تشهدها أي دولة أخرى في القرن الماضي. وكان العديد من السعوديين والسعوديات يقومون بأمور مذهلة في مجالات مختلفة.

لقد كان هناك توجه كبير وتحفيز حقيقي نحو تمكين المرأة، وتحفيز كبير نحو ريادة الأعمال، وتوجه كبير لدعم جميع الرياضات. لقد كان رائعاً أن أكون جزءً من كل ذلك.

إسكواير: كيف تعتقد بأن جولة الجولف LIV Golf قد ساهمت بتغيير الأمور؟

عثمان: لقد خلقت المزيد من الحماس والإثارة حول هذه الرياضة وستحمل تغييرات كبيرة ليس فقط لجولة PGA ولكن للجولة الأوروبية والجولة الآسيوية أيضاً. لأن أفضل اللاعبين في الجولة الآسيوية سيحصلون على الفرصة للحصول على عوائد مالية قد تغير حياتهم. كما ستساهم في تسريع نمو عقلية الجولف في آسيا والشرق الأوسط.

إسكواير: كيف تقدم هذا المفهوم عندما تقوم وسائل الإعلام بتقديم تغطية سلبية؟

عثمان: إن لعبة الجولف هي لعبة عريقة. لا فرق إن كنت تلعب في جولة LIV، أو الجولة الأوروبية أو الجولة الآسيوية، تبقى لعبة الجولف لعبة عريقة وجميعنا يحب هذه اللعبة وسيدوم شغفنا تجاهها إلى النهاية.

إسكواير: هل تعتقد بأن لعبة الجولف تتواءم مع الثقافة السعودية؟ وهل سيكون هناك النسخة المطورة من عثمان؟

عثمان: أريد أن أقدم الإلهام. لا أريد أن أصنع مسيرة تمتد لخمس سنوات كلاعب جولف محترف ثم تحقيق بعض الإنجازات ومغادرة اللعبة. ما أريده حقاً هو أن أصنع التاريخ في نهاية مسيرتي. 

ولهذا السبب أحب أن أرد الجميل. فقد أسست برنامجاً تدريبياً يعلم السعوديين رياضة الجولف، ليس برنامجاً لصناعة الأبطال في هذه اللعبة ولكنه برنامج أشارك من خلاله حبي لهذه الرياضة. لقد شارك في هذا البرنامج التدريبي 150 رجل وسيدة وأعلم بأن الجولف السعودي يملك بعضاً من البرامج التدريبية الأخرى الرائعة التي تم إطلاقها مؤخراً في بعض المدارس والأكاديميات. 

عثمان الملا
عثمان الملا

إسكواير: هل ما زالت تراودك نفس الأحلام التي دفعت بك نحو عالم الجولف؟

عثمان: نعم، لقد استثمرت الكثير للوصول إلى هنا. أعلم بأنه ما زال باستطاعتي المنافسة على مستوى الشرق الأوسط والجولة الآسيوية. وبدأت المنافسة في الجولات الصغيرة المقامة في أوروبا. وسأكمل التدريب الجاد وتجاوز كل عقبة أواجهها.

يجب أن يكون لديك ثقة عمياء بغض النظر عن النتائج وهذا ما نشهده كلاعبي جولف ولهذا السبب أحب هذه اللعبة.

سأكون بطلاً للعالم في يوم من الأيام، وأنا واثق من قول ذلك لأن أستطيع أن أرى هذا الإنجاز أمامي.

بالاستماع إلى قصة عثمان فقد تكون مخطئاً إن ظننت بأن قصته حزينة. هي ليست كذلك. بل هي عكس ذلك. إنها قصة سعي دائم ونضوج والهام.

لقد كان في طليعة المؤسسين للجولف السعودي منذ وقت طويل. وقضى معظم مسيرته منفرداً في هذه الرياضة ولكنه اليوم مُحاطٌ بالتفاؤل والفخر. فهناك العديد من ملاعب الجولف التي يتم بنائها والعديد من البرامج التدريبية في بعض المدارس. كما بدأ الشباب والشابات السعوديات حضور دروس مخصصة للجولف وحضور فعاليات الجولة الآسيوية وجولة السيدات وبالطبع جولة LIV العالمية

بطرق مختلفة، فإن قصة الجولف السعودي هي قصة عثمان. لقد بدأت  قصته من لا شيء، بدون عشب حتى. لقد كان مجرد كتلة كبيرة من الطموح، ودافع كبير للنجاح مكنه من السفر حول العالم للاستفادة من الأفكار والخبرات المختلفة وهو يتطلع الآن لمنح الإلهام لأجيال المستقبل. سيكون هناك دموع وتجارب مختلفة وصعوبات على طول الطريق ولكن هذه هي رياضة الجولف، أو كما يقول عثمان: لهذا السبب نحب رياضة الجولف.

اقرأ أيضاً: البطولة السعودية الدولية تستقطب أبرز ابطال الجولف في العالم إلى المملكة

المحتوى ذي الصلة