خرج الكثير من اللاعبين و الشخصيات المعروفة في الشرق الأوسط والعالم أجمع للوقوف و دعم اللاعب السنغالي إدريسا غاي بقوة، وذلك بعد الهجوم الذي تعرض له، على إثر رفضه المشاركة مع فريقه باريس سان جيرمان بمباراته الأخيرة بالدوري الفرنسي لكرة القدم، تجنباً لظهوره بقميص يحمل ألوان وكلمات تدعم المثليين كما فعلت كل الفرق في تلك الجولة.
وطلبت لجنة الأخلاق في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم البحث في الأسباب التي منعت غاي من المشاركة في مباراة باريس سان جيرمان الأخيرة، وما إذا كان قد رفض ارتداء قميص كتبت الأرقام عليه بألوان عَلَم المثليين أم لا. و أُرسل رسالة إلى غي، تحثه فيها على توضيح سبب غيابه عن مباراة السبت الماضي بعد إنتشار الموضوع في الصحافة وتطلب منه التقاط صورة لنفسه وهو يرتدي القميص.

حيث سافر غي مع زملائه في الفريق إلى مونبلييه من أجل المباراة، لكن ماوريسيو بوكيتينو مدرب باريس سان جيرمان برر غياب غي عن الملعب لـ أسباب شخصية.
وفي حين ما عرف الجميع بطبيعة هذا التحقيق، حتى بدأ مغردون على موقع تويتر بإطلاق وسم “#WeareallIdriss”، (كلنا مع إدريس) لدعم اللاعب والوقوف إلى جانبه في مواجهة الفاشية الفرنسية المتخفية برداء التحضر و الموساواة، المتسربة على كل أصعدة الحياة الإجتماعية من الرياضة إلى السياسة، وحظي هذا الوسم بتفاعل واسع على المنصة وتصدر الترند العالمي، بأكثر من 250 ألف تغريدة حتى هذه اللحظة.
الكيل بمكيالين في الرياضة
عبر الكثير من المتضامنين مع الاعب غاي عن سياسة الهيئات والدوريات الأوروبية المتقعة في النفاق بناءً على لقضايا، مشابهة لنستنتج بأن رد الفعل يقاس بناءً على إنتماء الاعب العقدي والعرقي و يتردد في كثير من المنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي بأن العامل الرئيسي في غضب المنظمات الرياضية والصحفة هي العنصرية الدينية و الموقف فقط، بعيداً عن الصورة والخطابات التي تدعو للمساواة ومكافحة التمييز وإحترام الأخر، وهذه المبادئ السامية تتلاشى عندما يكون الأمر يختص بالمسلمين والعرب، ورأينا شواهد ذلك على عدة أصعدة في التاريخ المعاصر، بدءً من التغطية الإخبارية للحرب الأوكرانية الروسية التي أخرجت حقيقة تدخل وتحزب المؤسسات الرياضية،ومنعت الكثير من الرياضيين المحترفين من المشاركة ضمن الدوريات ، مع أن الخطاب المتردد هو لا سياسة في الرياضة.

وأيضاً من الشواهد على نطاق أوسع من الرياضة هي تهاون وتجاهل الحكومات الأوروبية لموجة اليمين الصاعدة، كامثل الحكومة ع الدينماركية وتجاهلها لأحداث حرق القران المتكررة، الحكومة الفرنسية التي تنادي بوضوح ضد الأقليات، والحكومة السويدية التي تمارس أشنع صور الهمجية في خطف أطفال المهاجرين العرب من عوائلهم والزج بهم في بيئة غريبة، ليعيشوا المأساة من جانبين، والكثير من مشاهد التاريخ المعاصر التي إذا حاولنا رصدها وسردها لإحتجنا إلى مجلدات ضخمة، ومن أدلة الكيل بمكيالين هو وجود قانون يجرم معادة السامية لفظاً وفعلاً وإيحاءً دزناً عن غيره.

لذلك هذا الأمر ليس بجديد علينا ولكن المختلف الان هو الوعي الجمعي الذي يرصد و ويرى الوجه الحقيقي خلف قناع الحداثة واللبرالية المنادية بالمساواة والحقوق التي تحترم الإختلافات العقدية والفكرية، لذلك عندما تظهر مثل هذه القضية الجدلية وتصبح متداولة في الرأي العام نرى وقوف المسلمين و أصحاب العقول الحرة ليتضامنوا مع أمثال إدريسا غاي.

وغرد نجم الكرة العربية السابق محمد أبو تريكة الذي لا ينقطع عن المشاركة بدعم القضايا المهمة، التي تدافع عن القيم و العقيدة في الحيز الرياضي، بالآية القرآنية التي تقول “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” (سورة النمل/ الآية 56)، لإظهار تضامنه مع موقف غي، وقال له: “لا تحزن نحن معك وندعمك والله معك”.
قد يهمكم الإطلاع على ملاعب بادل في جدة، دليلك الكامل لرياضة البادل في عروس البحر الأحمر
ودعمت الأندية السعودية والاعبين الكويتيين والسعوديين وتضامنوا بشكل رسمي و واضح مع إدريسا غاي حيث قال نادي التعاون على تويتر من يمارس حقه لا يسيء لأحد و عبر الفرق لاخرى و منها فريق الفيحاء الذي يلعب اليوم في نهائي كأس الملك مقابل نادي الهلال، وقال الحساب الرسمي للنادي على تويتر: نقولها بصوت عالي كلنا معك كالجسد الواحد.
بعد حملة الانتقادات الواسعة التي طالت مواطنه إدريسا غي، أبدى الرئيس السنغالي ماكاي سال في تغريدة عبر حسابه علىتويتر مساندته للاعب إدريسا غي حيث قال أنا أدعم إدريسا، ويجب إحترام قناعاته الدينية.
قد يهمكم الإطلاع على قميص نيوكاسل الجديد يثير الجدل