تسلح الشاب السنغالي المقيم في ايطاليا «خابي لام»، بأسلوب فكاهي ساخر؛ لمحاربة سخافات التيك توك وتدني مستوى المحتوى المقدم، وسعى الأغلبية العظمى من الرواد وراء المقابل المادي، ومضاعفة أعداد المشاهدات، مقارنة بإظهار مواهب مستخدمي المنصة، التي تعَدّ الهدف الأساسي من إطلاقها في سبتمبر 2016 كمنصة متنوعة للفيديوهات القصيرة.
استطاع الشاب خابي لام أن يصعد سلم المجد في تيك توك من خلال مقاطع فيديو يُظهر فيها أن المهام اليومية المعقدة، دائمًا ما توجد لها طريقة أسهل، ويخرج في كل مقطع وهو ينظر إلى آخرين يقومون بالمهام بطرق معقدة، بينما يقوم هو بها بالطريقة السهلة والبدائية جدًا، ثم يضم يديه في دلالة على قوله داخليًّا: “إنه بهذه البساطة!”.
تلك المقاطع الساخرة تمكنت من إشهار الشاب أكثر وأكثر مع الوقت، حتى وصلت مؤخرًا إلى رقم عملاق على منصة تيك توك… أكثر من 100 مليون متابع بالتمام والكمال، فقط لقيامه بمقاطع كوميدية لطيفة تُظهر تمعن البشر في التعقيد وحيودهم عن حياة البساطة والهدوء، وربما عزوفهم عن البديهيات في بعض الأحيان أيضًا.
حياة خابي لام قبل شهرة تيك توك كانت حزينة بعض الشيء، حيث خسر وظيفته في أحد المصانع الإيطالية بشهر مارس عام 2020، وهذا في ظلّ اندلاع فيروس كورونا في العالم كله، وكون الوظائف من أساسيات الحياة على وجه العموم، بالتحديد في الوقت الذي فيه كل دولار مخزن لوقت الحاجة عبارة عن جوهرة ثمينة. نتيجة للحزن واليأس، فتح خابي حساب تيك توك، وشرع في عمل مقاطع React وتعليق “جسدي” على مقاطع فيديو الآخرين بشكلٍ عام، وفي كل مقطع يسخر منهم بدون قول كلمة واحدة.
كل ما يفعله في المقاطع هو عقد شفتيه إلى الجانبية وضم يديه أمامه للأسفل قليلًا، في دلالة استهزائية من الذي شاهده للتوّ، والتي في العادة ما تكون مقاطع “الطرق المبتكرة” للقيام بالأشياء على تيك توك. فمثلًا بدلًا من أن يقوم المرء باتباع نصيحة أحد مشاهير تيك توك لتقطيع الموزة بطريقة مبتكرة، فقط يظهر خابي لام وهو يمسك الموزة من الأعلى، ويقشرها بمنتهى البساطة لأسفل.
@khaby.lame Wow I’m so impressed how you drain the pasta!! Don’t you? Sono cosi impressionato da come scoli la pasta” tu no?#learnfromkhaby #learnwithtiktok
بعدها زادت شعبيته بشدة وبدأت في تلقي الدعوات من مشاهير تيك توك والميديا الآخرين، لكن جنسيته تسببت له في بعض المشاكل. حيث أنه بالرغم من ترعرعه في إيطاليا منذ عامه الأول في الحياة، إلا أنه ليس أحد مواطني البلاد، ولا يحمل الجنسية؛ ما زالت معه الجنسية السنغالية فقط.
إن لجواز السفر السنغالي حدود جغرافية معينة وبلدان لا يمكن السفر إليها إلا بتعقيدات شديدة والكثير من الأوراق الرسمية والأموال في البنوك، بل وحتى الشهادات اللغوية كذلك. لكن مع ذلك فإن خابي لام سعيد جدًا بالنجاح الذي وصل إليه، و قال في مرة أن المشاهير مثل ويل سميث وعمر ساي وإيدي ميرفي هم قدوته وأراد دومًا أن يكون مثلهم.