صُنِّف النجم السعودي ياسر السقاف كأحد أفضل المقدمين على خشبة المسرح، إلا أن الفنان متعدد المواهب يخوض غمار التجربة؛ مقتحمًا عوالم الفن من أوسع أبوابه.
في “البلد” ووسط منازل جدة التاريخية؛ بدا ياسر السقاف الشخص المناسب في المكان المناسب. عرف الجمهور صوت ياسر قبل إطلالته التي تألقت في العديد من البرامج التلفزيونية والفعاليات الرسمية، حيث كانت الإذاعة هي نقطة انطلاقة ياسر السقاف الذي وجد نفسه هنالك بالصدفة المحضة، إلا أن الصدفة لم تكن عامل نجاحه الوحيد، ليرسم النجم السعودي خطة واضحة للوصول إلى العالمية وبات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك الهدف.
صُنِّفَ ياسر كأحد أفضل المقدمين على خشبة المسرح في المملكة العربية السعودية، إلا أن الفنان صاحب المواهب المتعددة لم يكتفِ بذلك فقط، ليدخل عالم الفن من أوسع أبوابه. شكل فيلم “أبطال” منعطفًا مهمًا في حياة ياسر المهنية كممثل، مجسدًا شخصية “خالد” الشاب المغرور الذي وجد نفسه مدربًا لفريق كرة قدم من ذوي الاحتياجات الخاصة. حقق الفيلم نجاحًا ملحوظًا في شاشات السينما المحلية، وهو أمر غير مستغرب من النجم الذي حرص على رسم ودراسة الخطوات التي يقدِمُ عليها.
على الرغم من نجاح تجربته السينمائية الأولى؛ إلا أن التأني هي الصفة الذي يمتاز بها ياسر السقاف في اختياراته الفنية، ولكن محطته القادمة ستكون أكثر إثارة، بمشاركةٍ مختلفة في فيلمٍ سينمائي يسرد قصة نادي الاتحاد السعودي وتاريخه العريق بطابع درامي مشوق، ومن المفارقة أن ياسر صاحب الميول “الأهلاوية” هو أحد أبطال هذه الملحمة الفنية، ويسعى ياسر جاهدًا لفصل مشاعره الشخصية عن أدواره الفنية.
قد يبدو التنبؤ بخطواته القادمة أمرًا عسيرًا نظرًا لطموحاته المعانقة لعنان السماء وعزيمته التي لا تشوبها شائبة، ولكن يمكنني القول وبكل ثقة بأن السينما هي الوجهة القادمة لياسر السقاف الذي يحرص على تقديم المزيد للجمهور السعودي والعالمي، ولن تقتصر أدواره على التمثيل فقط، حيث طور ياسر مهاراته على مدار العقد الماضي في كلٍ من الكتابة والإنتاج والتمثيل، ليخطو نحو عوالم جديدة في عالم الفن والإبداع.
جدة، البلد، 11 مارس 2023
إسكواير: هل تشتاق للإذاعة والتلفاز؟
الحياة عبارة عن مراحل، وفي كل مرحلة يكون لدى الشخص اكتفاء عقب فترة من الزمن، اكتفيت من الإذاعة، ولا أتوقع أن أعود مرة أخرى لهذه الحقبة، ما زلت أقدم برامجي على التلفاز ومنصات البث المختلفة، ولدي الكثير لأقدمه للجمهور.
إسكواير: ما سبب هذا التحول من التقديم إلى التمثيل؟
التمثيل هو جزء لا يتجزأ من قطاع الترفيه، و أعمل منذ عام 2015 على تطوير مهاراتي في الكتابة والإنتاج والتمثيل، وأسعى للدخول في هذا المجال منذ ذلك الوقت، عملت على العديد من البرامج المختلفة، ولكن فيلم “أبطال” كان المنعطف المحوري في حياتي المهنية.
إسكواير: بعد دخولك لعالم السينما؛ هل رسمت هدفًا واضحًا؟
منذ أيامي الأولى رسمت مساري الفني بصورة واضحة، وأخذت خطواتي الأولى بشكل مدروس، بدءًا من الأفلام التجارية على شاشات السينما وصولًا إلى منصات البث المختلفة، وحرصت على تغطية مختلف المجالات. اختياراتي للأفلام مدروس، ومشاريعي القادمة أنتقيها بعناية، ودائمًا ما أنتظر الوقت المناسب لخوض غمار التجربة.
إسكواير: هل يتوجه ياسر إلى العالمية؟
أخذت هذه الخطوة في مجال التقديم بالفعل في العديد من المناسبات والأحداث العالمية، ومن أبرزها التقديم في مجموعة العشرين والفورمولا 1، وأحاول أن أسلك ذات النهج في السينما وصولًا إلى العالمية، أعمل حاليًا على أحد المشاريع التي ستعرض عالميًا.
إسكواير: حدثنا عن فيلم “أنا الاتحاد” الذي تؤدي بطولته؟
يتحدث الفيلم عن قصة تاريخية لتأسيس نادي الاتحاد السعودي، على الرغم من أن القصة شهيرة بين أوساط الجماهير، إلا أن فيلم “أنا الاتحاد” يتطرق لبعض التفاصيل المثيرة حول تأسيس النادي. جسدت إحدى الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في تأسيس النادي وكان شعورًا مذهلًا، خصوصًا بوجود ملحمة درامية تُجسِّد قصة تاريخية مثيرة. ما زال الفيلم في طور مرحلة ما بعد الإنتاج، وسيدخل في دورة التسويق والتوزيع قريبًا، من المفترض أن يعرض الفيلم في أواخر موسم الصيف وأتمنى أن يحظى بإعجاب الجمهور.
إسكواير: ياسر السقاف ذو الميول “الأهلاوية” بطل فيلم أنا الاتحاد؛ كيف وجدت ذلك؟
على الرغم من كوني مشجعًا لنادي الأهلي السعودي، إلا أنني لعبت دورًا هامًا بعيدًا عن ميولي الشخصية، وحرصت على تأدية الدور بكل احترافية ومهنية، وهو أمر اعتدت على تأديته في شاشات التلفاز. أملك القدرة الكافية لأفصل بين تفضيلاتي الشخصية وأدواري المهنية، لكن وبكل تأكيد خالجتني مشاعر مختلطة أثناء التمثيل، تحديدًا في أحد المشاهد. أتمنى أن أرى قريبًا عملًا مخصصًا يتحدث عن تاريخ نادي الأهلي السعودي.
إسكواير: شاركت سابقًا في برنامج “كيس” التابع لقناة “تلفاز 11”، كيف كانت التجربة؟ وهل تخطط للعودة إلى برامج مشابهة؟
كانت تجربة بسيطة وتعلمت منها الكثير. لا أخطط للعودة لهذا النوع من الأعمال، ولكن لا وجود للمستحيل، أسعى دومًا لاقتناص الفرص والظهور بأفضل صورة ممكنة.
إسكواير: ياسر السقاف في عمل عالمي سعودي؟
أعمل على أحد المسلسلات السعودية العالمية بمشاركة أسماء لامعة في عالم الفن، لا أستطيع الكشف عن المزيد من التفاصيل ولكنني أعد الجمهور بأن العمل سيفوق التوقعات.
إسكواير: مقدم، ممثل، منتج، هل ما زال ياسر يبحث عن مساره الفني؟
أنا سعيد في جميع المسارات، يتمثل قطاع الترفيه في المحتوى الذي تقدمه للجمهور ومقدار سعادتهم به، الجمهور هو الذي يحدد ذلك. رسمت مسارًا فنيًا خاصًا بي، وأسعى دومًا لصناعة المزيد من الفرص. أملك شركة إنتاج خاصة أشرفت على العديد من البرامج المحلية، ولكنني أفضل أن أبقيها في الظل دون التباهي بذلك. لدي مسار خاص ومتنوع ولا زلت أسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
إسكواير: بحكم كونك من عائلة عريقة سكنت للحجاز منذ مئات السنين؛ هل أحسست بارتباط في جدة التاريخية “البلد”؟
شعور يفوق الوصف؛ أن أكون في هذه المنطقة الثرية والتي شهدت تطويرًا مهولًا خلال السنوات الماضية هو أمر رائع، ومتفائل بمستقبل جدة التاريخية في السنوات القادمة.
إسكواير: الحيوانات الأليفة؟
بالتأكيد لا، لدي فوبيا خاصةً من المخلوقات التي تتحرك بجانب قدمي.
إسكواير: رأيناك مقدمًا في العديد من المؤتمرات والاحتفالات؛ كيف تصف مواجهة الجمهور؟
اعتدت على تقديم العديد من المؤتمرات والاحتفالات منذ أكثر من عشرة سنوات، وتمكنت خلال هذه المدة من تطوير مناعة خاصة لمواجهة الجمهور، ولكن حتى يومنا هذه ما تزال أول 15 ثانية مخيفة، ولكنني تمرست لكي أتخطى هذه المعضلة، وهي أن أحرص على ألا أخطئ في الثواني الأولى، وبعد تجاوز ذلك تصبح مهمتي أكثر سهولة.
إسكواير: هل المسرح ضمن خططك المستقبلية؟
أستطيع أن أتخيل نفسي على خشبة المسرح بصورة جيدة، وقدمت سابقًا العديد من البرامج، ولكن لم أحظَ بفرصة للمشاركة كممثل على خشبة المسرح، انتظر الفرصة المناسبة لخوض هذه التجربة.
إسكواير: معلومة لا يعرفها الجمهور عن ياسر؟
لا أملك العديد من الأسرار، ولكن الجمهور لا يعمل بأني قضيت معظم حياتي الدراسية خارج المملكة العربية السعودية.
إسكواير: المهندس ياسر؟
عملت في هذا المجال تسع سنوات، إلا أنني وجدت نفسي هنالك بالصدفة المحضة لحين وصولي إلى الإذاعة والتلفاز، عندها قررت أن أحول مساري المهني لأتوجه لقطاع الإعلام، ولا أخطط للعودة مرة أخرى.
إسكواير: هل لديك دوافع شخصية للظهور الإعلامي؟
لا أملك دوافع شخصية معينة، أسعى لتقديم محتوى يليق بالجمهور وهذا هو دافعي الوحيد.
إسكواير: هل يمكن أن تشارك في برامج البث الصوتي “البودكاست”؟
أرى نفسي هنالك، ولكن أنتظر الوقت والفرصة المناسبة، وبالتأكيد المحتوى المناسب. قمت بالإعداد لذلك وهو ضمن خططي المستقبلية، ومن المحتمل أن تكون إذاعة “ثمانية” هي وجهتي القادمة في حال أتيحت لي الفرصة هنالك. ومن وجهة نظري الشخصية أن الوسيلة المثلى لتقديم برنامج بث صوتي “بودكاست” عن طريق إذاعة “ثمانية”.
إسكواير: كيف توازن بين الحياة المهنية والشخصية؟
أحاول أن أمزج بين هذه المكونات، حياتي العملية والمهنية والشخصية، وعلى الرغم من تقصيري إلا أن العائلة تعتلي هرم أولويَّاتي، في نهاية المطاف أبذل جهدي للموازنة بينها دون الإخلال بإحداها.
إسكواير: باتت الرياض مقصد الكثير من الإعلاميين ورواد الأعمال، هل يغادر ياسر مدينة جدة متجهًا إلى الرياض؟
تلك أحد الخيارات المطروحة، أقضي معظم أيامي الأسبوعية في مدينة الرياض، فأنا كثير التنقل وأسعى جاهدًا للتصالح مع ذاتي بخصوص ذلك.
إسكواير: ياسر والرياضة؟
بجانب ممارستي للعديد من الرياضات، إلا أنني توجهت مؤخرًا لرياضة “البادل” التي اجتاحت المشهد الرياضي في المملكة العربية السعودية، لا أصنف نفسي كلاعبٍ محترف ولكن أسعى لذلك.
إسكواير: مع اقترابك من سن الأربعين، هل يضعك ذلك تحت ضغطٍ شديد؟
أبدًا، الإبداع لا عمر له، يمكنك إنجاز الكثير بغض النظر عن مرحلتك العمرية فالعمر مجرد رقم، وعلى الرغم من ذلك قد تختلف اختياراتي من حقبة زمنية لأخرى، ولا أخطط للتقاعد مبكرًا ما زلت أبحث عن المزيد من الإنجازات.
يمكنك قراءة العديد من المواضيع الشيّقة في عدد الربيع من مجلة إسكواير السعودية 2023
فريق العمل:
حاوره: عثمان سنبل
تصوير: Ämr Ezzeldinn
أزياء: Nour Bou Ezz
مكياج وتصفيف شعر: AISHA ALNAJJAR
