مسلسل المكتب هو عمل يلتزم بالإطار الفنى للمسلسل الأصلي، لكن يُبرز محتوى أصيل يعكس روح النكتة السعودية داخل بيئة المكتب السعودي.
مسلسل المكتب THE OFFICE هو ليس مجرد مسلسل اعتيادي بل هي كوميديا في إطار وثائقي هزلي، كان الظهور الأول للمسلسل في بريطانيا عام 2001 على يد صناعه ريكي جرفيس وستيفنت ميرشنت، وكانت حينها فكرة جديدة غير إعتيادة حصدت شعبية لفرادة زاوية الكوميديا المطروحة، وتم إنتاج النسخة الأمريكية من المسلسل ببطولة الممثل ستيف كُريل الذي أيضاً حقق نجاح كبير وحصد جوائز متعددة، المسلسل هو من إنتاج استديوهات ام بي سي.

وصلت فكرة المسلسل إلى الشرق الأوسط وبشكل أخص السعودية، التي أصبحت أرضية خصبة للمحتوى الإبداعي بكل أشكاله، عبر الصُناع الذين لا يتناولوا أي محتوى بلا أن يضعوا بصمتهم المحلية عليه، وذلك الأمر الذي أوضحه بطل مسلسل المكتب صالح أبو عمره ، في حديثه مع مجلة إسكواير السعودية والذي تتطرق فيه إلى مراحل وصوله لقبول هذا الدور، ومخاوفة الأولية منه، وتجربته بمجملها بدءاً من الجانب الفني إلى إطار التصوير، ونظرته للمشهد الإبداعي السعودي فيما يخص الإنتاج التلفزيوني وطموحاته الفنية، وأكثر .

كيف انتهى الامر بك كبطل لمسلسل المكتب؟
بعد نجاح تجربة مسلسل سكة سفر وتزايد شعبيته بشكل كبير في رمضان، كنت أريد أن أُعطي نفسي إستراحة من الأعمال الكوميدية وأكتفي بهذا المسلسل, ولكن يوماً تفاجئت بإتصال يخبرني بأني ترشحت لدور مالك في مسلسل المكتب النسخة العربية، بالنسبه لي انا احب النسخة الأصلية من مسلسل the office جداً ولم أظن لوهلة بأنه بإمكاني لعب دور البطولة للنسخة العربيه منه، وفهمت بعد ذلك بأن كان هناك تجارب أداء متعددة لشخصية مالك وكنت أنا أخر شخص وقع عليه الإختيار ، ورغم اني رفضت في البداية لعددة أسباب إلا أني أني سعيد جداً الان بخوضي لهذه التجربة.

هل كان هناك أي تردد من طرفك قبل البدء بعملية إنتاج النسخه العربيه لمسلسل المكتب؟
نعم ، في الاتصال الأول كنت رافض المشاركة وبعدها وصلتني نسخه من النص وقرأته ضمن تجربة أداء، ولم أكن متحمس جداًحينها، حيث كانت تتمالكني مخاوف منطقية خاصةً أني أعرف المسلسل الأصلي ومدى شعبيته العالمية وأحبه بشكل شخصي، لذلك المشروع لم يكون سهلاً، وكانت مخاوفي تتمحور حول أن يكون العمل مجرد تعريب للمحتوى الأصلي، لذلك رفضته في البداية،
وبعدها بفترة إستقبلت إتصال يطلب مني أن أُفكر في الموضوع مرة أُخرى، وفكرت وحتى قبل قراءة السيناريوا الطاولهالمبدئي، كان لايزال هناك مخاوف وتررد، طرح تساؤل هل سأقبل ان أكون مالك أو لا؟،
أريد ان أكون ممثل لديه مشاركات في أعمال مستقلة وجديدة ومختلفة، لكن لايزال التردد يحوم حول قراري ولم تُخمد هذة المخاوف حتى أقنعني الأستاذ المخرج هشام الفتيحي بأهمية وفرادة هذه التجربة، وأني أمتلك القدرة بأن أُجسد الدور بشكل يعطيه حقه، وسأليني لما لا نفعل ذلك سوياً ونستمتع بالتجربة، بالإضافة لذلك كان المنتج يقلل من مخاوفي عندما أغوص في عالم المقارنات، بقوله لماذا تدخل في دوامة المقارنات، وهناك تسعة نسخ للمسلسل في العالم، بعد ذلك إتخذت قراري وبدأت معهم المشروع.

بماذا يختلف مسلسل المكتب السعودي عن النسخه الامريكيه والبريطانيه؟
إختلاف المسلسل السعودي تتمحور حول خصوصيته التي تجسد روح النكته السعودية، وطريقه التعاطي المحلية بالعلاقات الإجتماعية بيننا، أي أن هناك تفاصيل سعوديه تعطي العمل أصالة وخصوصية،
ومن أهم الأمور التي كانت منفّرة لي على الصعيد الشخصي في البداية، هو تكرار النسخة وإستيراد وإسقاط المحتوى أمريكي أو البريطاني بشكل مطابق تماماً، ولكن الذي فهمته هو أن في نطاق هذه النوعية من المسلسلات هناك إطار ومعادلة معينة يجب إتباعها، حيث أن المسلسل يتم إقتباسه بشكل مطابق نسبياً من جانب الشجحكل الخارجي للنسخ الامريكية او البريطانيةوغيرها مع بلا نسخ المحتوى الأصيل، حيث أن محتوى الحلقات مستقل وسعودي وكان هناك إضافات تعطي العمل نفس محلي، كل نسخة عبرت عن هوية مختلفة تشبه المكان والناس والتفاصيل الموجودة في المكاتب السعودية، مع المحافظة على القالب العام للعمل،

كيف كان التصوير خاصةً وأن طبيعة المسلسل هو وثائقي هزلي وليس تقليدي؟
كانت التجربة مختلفة وغربية في البداية لكن كان الإختلاف هذا ممتع، حيث كان يعطي روح مميزة للطريقة الي عملنا بها، شعرت بروح مختلفة وتفاعلت ضمن تجربة ممتعه جداً، تعلمت منها وشعرت بأنها تختلف عن ما تعودت عليه في أعمالي السابقة، لذلك خوضي لهذه التجربة كان ضرورياً، حيث تعلمت كيف ممكن أن يصبح التصوير أكثر متعة مقارنةً مع الطريقة التقليدية ولكن الأمر مخيف بعض الشيء.

هل إحتجت لفترة تأقلم ضمن التصوير خاصة ان الكاميرات الي تخذ تصوير اكثر واقعيه من المسلسلات التقليديه؟
طبعاً كان الوضع مختلفاً وصعباً في البداية وخلال الأيام الأولى كنت أحاول أن أفهم فيها حركتي أنا والكاميرا ومتى وماهي طبيعة العلاقة بيني وبين الكاميرا، لكن لم أحتاج للكثير من وقت حتى أتأقلم وأتجانس مع الكاميرا سريعاً، وإستوعبت إنها جزء من طاقم الممثلين معي في اللوكيشن، وحاولت أكون صديقها في التصوير، هذا ما شعرت به، وتحول الأمر الى متعة دفعتني لتعلم شي مختلف وأصبحت أتعامل مع الكاميرا من منظور غير إعتيادي.

برأيك ما هو العنصر المفقود في مساحة المسلسلات والأفلام السعودية من طرف الصناع والجمهور؟
إن كنا نتكلم عن مساحة الابداع، بإعتقادي أننا نحتاج للتطور فيما يخص النصوص والكتابة، ونحتاج أن نفهم بأن الجمهور بسيط ويريد يشاهد أمور تشبهه بعيداً عن الأفكار المعقدة، وأنه ما زال متعطشاً لمتابعة محتوى بسيط وقريب منه بعكس واقعه من ناحية الشكل والمضمون.
وبالنسبة للجمهور فأنه يحتاج لأن يصبر ويتحمل قليلاً لأن هذه التجارب التي ترونها لازالت في مراحل البدايات، حيث أننا جميعاً نحاول ونعمل بجد هادفين لتقديم شي مختلف،

لذلك على الجمهور الإستمرار بالدعمنا خاصة ونحن في خضم تقديم أعمال سعوديه أصيلة تمثل مجتمعناً بمختلف أطيافة المختلفة، ووتستخدم لغته وأوصافة عند كتابة النصوص، وتطور هذه الموجه مقترنة بتقبل المشاهد المبدئي لتجاربنا بكل ظروفها،
يوجد أعمال محلية كثيرة خرجت خلال هذه السنة، صحيح ليس جميعها ناجح ولكن هناك مجموعه كبيرة منها تستحق المشاهدة والإحترام، لذلك نحتاج أن نصبر على وفي نفس الوقت نبحث أكثر في صناعة الأفكار وطرق إحيائها، لنصل إلى موقع نفهم فيه الجمهور والجمهور يفهمنا، ونتحرك من هذا السياق،
نعم أكثر ما نفقده هي الثقة والإيمان في بعضنا البعض، ويجب أن لا نتوقف عن نقطة، بل نحاول أن نتطور اكثر ونعطي مساحه أكثر للشباب ونحترم تجاربهم الجديدة ونعطيهم الفرصةالأولى والثانيةوبعد ذلك يبدأ الممثل بالنضوج ويقدم أعمال عظيمة تنعكس على المجتمع .

ماذا اضافت لك مشاركتك في مسلسل المكتب على النطاق العملي والشخصي وماهي مشاريعك المستقبلية والاهداف التي تتطلع لتحفيفها في مسيرتك الفنيه ؟
انا أنظر لكل مسلسل التي أشارك فيها على أنها تجارب جديدة خاصةً وأن هذا هو العمل الثالث لي، فأنا شخص أُحب أن أجرب وأكتشف نفسي في كل تجربة أخوضها، وشعرت بأن هذا العمل أعطاني منظور مختلف وطريقة أداء غير إعتيادية إستمعت بها وأضافت لي الكثير خصوصاً وأن المخرج هشام فتحي من الأسماء الكبيرة في مجال الكوميديا لذلك عملي وإحتكاكي معه كانت إضافة ثرية لي على النطاق العملي والشخصي .
وفيما يخص عن المشاريع المستقبلية فنحن الأن في خضم تصوير مسلسل سكة سفر الموسم الثاني الذي سيكون محتوى مختلف عن الموسم الأول، وإن شاء الله سيتم عرضهه في شهر رمضان القادم .
من الأهداف الي أتطلع إليها بتمني هو أن أعيش تجارب غنية أكثر، وأن أكتشف نفسي بشكل أكبر، وذلك لانني عندما أُجسد شخصية معينة فإني أعيش مع هذه الشخصية بشكل يومي، وكل يوم تصوير بالنسبة لي يعتبر يوم جديد أستمتع فيه، أتمنى أن أستمر وكل مشروع انولد فيه بشخصية مختلفه واشتغل معاها وانسجم معاها لان هذا الشي قاعد يعطيني حياة افضل ويشعرني بالشغف والحماس لاشياء اعظم وأتمنى اقدم اعمال تحترم عقول الناس وتحترم ذوقهم وتحترم موهبتي كفنان و تخليني اقدم أشياء تليق بالي يحبون الي قاعدين نسويه و اتمنى اقدم اعمال رهيبه.

برأيك هل هناك مساحه لمثل هذه المسلسلات غير الاعتيادية في الحيز الجماهيري؟
أعتقد ان هناك اعمال مختلفة ولها قابلية للنجاح، وليس الجميع برأي واحد، وهذا التنوع هو الذي يجعل الأعمال المختلفة تنجح بإستقطاب الجماهرية والمشاهدات، وليس بالخاطئ أن نمتلك أعمال غير إعتيادية، لان لها جمهورها، وإن لم يكن فاسيصبح لها، الجمهور سيقترب من الأعمال التي تسرد قصص جيدة وتحمل مصمون جيد،.
ما هو الأثر الرجعي التي لمسته من المشاهدين بناءً على احتكاك الشخصي مع الجمهور؟
عندا يأتي الأمر لمسلسل سكة سفر والاعمال الأخرى، أنا بشكل شخصي لمست ردة فعل عظيمة على الشخصيات التي جسدتها في الأعمال الماضية، حيث أن منذ أن قدمت شخصية وليد في فندق الإقدار وشخصية خالد في سكة سفر إلى أن وصلت لشخصية مالك في المكتب، تمالكتني وبهجة وسعادة عند رؤيتي لردود أفعال المشاهدين الإيجابيه جداً، وأتمنى أن أستمر بصناعة شخصيات جميلة وفريدة، وأن لا أخذل الأشخاص الداعمين والمتابعين الذين يعجبهم المحتوى الذي أقدمه.
وإن كنا نتكلم عن مسلسل المكتب فإن الآراء تتراوح بين معجبين وبين أشخاص لهم أرائهم المغايرة، وهذا الإختلاف جميل، أنا أسعد بالمشاهد الذي يتابع الأعمال التلفزيونية بشغف وبحب بعيداً، عن الشخصنة والتصنيف والمبالغه بالنقد، يعجبني كل من يستمتع باللحظة.
قد يهمك الإطلاع على مسلسل Shantaram، هل بإمكانه الهروب من شبح الماضي وخلق واقع جديد