المخرج ستيفن سبيلبرغ يؤمن بقوة تأثير الأفلام التي قد تنقل وعي الشخص لعوالم جديدة وتسحر عقله ويصور ذلك عبر فيلم The Fabelmans الذي يمكن وصفه بالدافئ المضحك بعض الشيء والمعقد الذي يصور العائلة بواقعيتها.

كل فيلم من أفلامه يُظهر ستيفن سبيلبرغ أفضل و أسوأ مافي خياله، هي شهادة ليس فقط على مهارته الفنية ولكن على إيمانه الراسخ بأن سلسلة من الصور المتحركة، مجتمعة بالترتيب الصحيح يقودها حوار مكتوب بشكل جيد ، يمكن أن تغير حياتك.
وهذا ما فعله في فيلم “The Fabelmans”، وهو فيلم يشبه السيرة الذاتية التي تُعرفنا على ستيفن سبيلبرج الطفل، نرى كيف توصل سبيلبرغ فلسفته السينمائية وكيف تمخضت أفكاره بناءً على تجاربه للتحول لإسلوب تعاطي وذوق، تشكلت جميع أفلام سبيلبرغ السابقة على هذا التأسيس، ونستطيع رؤية كيف أن أفلام سبيلبرج السابقة كانت عبارة عن طريق أدى بنا إلى هنا عبر كل الأسرهم المفككة ومشاعر فقدان الوطن والتوق إليه، كل تلك الصور قادته نحو هذا العمل، فيلم فابلمانز بشكل جيد بشكل استثنائي أقوى مما تعتقد في تصويره لزواج مضطرب ومليء بالعروض العميقة إنه رائع.

ليس من الغريب أن يبدأ الفيلم داخل قاعة السينما فهو عمل يسرد لنا أصل علاقة سبيلبرج مع صناعة الأفلام، يدخل سامي مع أبوية إلى صالة العرض و يتمالكه بعض الخوف عندما تنطفئ الأنوار، يلجأ أولاً إلى أبيه بيرت الذي بلعب دوره (بول دانو) المهندس الذكي الذي يشرح لسامي طبيعة الأفلام وطريقة عرضها من الجانب التقني و ترد أمه التي ليست بصلابة أبيه ولكنها أجمل خيالاً ومحبة و تقول له أن الأفلام هي أحلام لا يمكنك نسيانها وهو مفهوم يرسي أرضية الأبداع لسامي
هناك كثير من التوقعات التي تصب نحو قابلية فوز الفيلم بجائزة الأوسكار وهذه التنبؤات قائمة بناءاً على العوامل التي توفرت في الأفلام الفائزة بالإوسكار خلال العقد الماضي

ينتقل بيرت بعائلته الصغيرة إلى مدينة فينكس من أجل بحثاً عن وظيفة أفضل ويرافق الأسرة العم بيني (سيث روجن) ، وهو ليس عما حقيقياُ ولكنه زميل عمل لبيرت وصديق للعائلة، تحاول الأسرة على التأقلم مع الحالة والمكان الجديد إلا أن السعادة تبدأ بالتلاشي، وبموجب ذلك يبدأ سامي بالتعرف على جوانب مختلفة وعميقة عن عائلته و عن نفسه.
فيلم The Fabelmans يعتبر شخصي للغاية، يطبق صانع الأفلام الأسطوري ستيفن سبيلبرغ غرائزه الفنية وهو يشرح حياته، ويوجه عدسته نحو تربيته ورحلة طفولته حتى يصبح صانع أفلام ويُظهر ووالديه بشكل كامل، هي مذكرات طفولة مرحة وصادقة وكريمة وثرية وقامتة أحياناً، في نهاية المطاف تستمد دروسها من خصوصيتها.
ولكن الفكرة والبُعد الأهم في الوقت نفسه هي قصة إنسانية عن كيفية ظهور صانع أفلام ومهندس في عالم سرد القصص، وكيف تدريجياً يتمكن للشخص وضع الأمور في نصابها بلا مبالغةعندما بأتي الأمر حول علاقة الوالدين، والتي تمت مشاركتها من قبل في المقابلات و في الفيلم الوثائقي “سبيلبرغ” لعام 2017. لكنها هنا ثرية ومليئة بالصور على النطاق الروحي والعاطفي التكويني، ومن الناحية الفلسفية ، ما يعنيه أن ترى أو تُرى من خلال عدسة الكاميرا.
قد يهمكم الإطلاع على توقعات لأبرز المرشحين للفوز بجوائز الأوسكار 2023 لأفضل الأفلام والممثلين