فيلم سيدة الجنة هي ليست المره الأولى التي يتم الإستهانة برموز ومعتقدات المسلمين في العصر الحديث، وذلك عبر تصوير النبي صلى الله عليه وسلم والنيل منه من خلال الأفلام والرسومات والكتابات، وذلك يعتبر خط أحمر ويمس موضع حساس في قلوب أكثر من مليار مسلم في العالم، وهو الأمر الذي يجب أن يحرك المياه الراكدة ويدفع بكل مسلم إلى الغضب والإندفاع للدفاع عن رسوله بكل الإدوات المتاحة من مظاهرات وحملات مقاطعة ومواقف دبلوماسية وغيرها،
ورأينا رد الفعل هذا في الدنمارك حين صورت مجلة شارلي إبدو صورة النبي بشكل مسيئ أشعل النار في قلوب كل من يدين بهذا الدين ومن يتعاطف معه، وها نحن نعود لذات الموقف بعد إصدار فيلم سيدة الجنة الذي يسرد قصة إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام فاطمة (من وجة النظر الشيعية) و يصور بشكل واضح أصحاب النبي أبو بكر وعمر وعلي ويدلس في منحنيات قصة الخلاف بينهم على الخلافة.

تم طرح الفيلم في صالات العرض البريطانية بتاريخ الثالث من شهر يونيو، وهنا يخرج التساؤل، كيف يتم إنتاج محتوى يتناول سيرة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وزوجة رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، وتسرد القصة الصراع المحتدم المختلق على خلافة النبي محمد بعد وفاته.
وإنتقد البعض الفيلم بزعم أنه يصور شخص النبي إلا أن الموقع الإلكتروني للفيلم يؤكد عدم تقديم أي شخصية مقدسة، واستعمال “أضواء ومؤثرات بصرية” عوضا عن ذلك، على حد قوله.

وكانت شبكة (سيني وورلد) البريطانية لدور السينما اضطرت لوقف عرض فيلم “سيدة الجنة” الذي بدأ في الصالات، مطلع يونيو، بعد هذه الحملة التي قامت بها مجموعات اعتبرت الفيلم “مسيئا” نعد ومظاهرات أمام دور العرض.
كتب قارئ عاصم، وهو إمام ومحام في ليدز بشمال إنجلترا، تعليقاً على “فيسبوك“، قال فيه إن الفيلم “يؤذي مشاعر المسلمين”، لكن المجموعة التي يتولى منصب نائب رئيسها لم تتظاهر. ونشر الإمام إحداثيات مكان للتظاهر في ليدز في الليلة نفسها،وتم إقالته من قبل الحكومة البريطانية بتهمة التحريض على المظاهرات.
رحب مالك شيلباك، المنتج التنفيذي للفيلم، في تصريح لصحيفة الغارديان، “وإنتقد المطالبين بمنع عرض الفيلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال “إذا لم يعجبهم الفيلم فليمتنعوا عن مشاهدته بدلا من ممارسة الرقابة عليه”.
ردود الأفعال حول فيلم سيدة الجنة
بجانب المظاهرات التي بدأت في البلد المنتجة للفيلم ووصلت للدول العربية والإسلامية

أدانت منظمة الإعلام الإسلامي في المملكة المتحدة (5 بيلارز) تصوير الشخصيات المقدسة، ووصفتها بأنها “مروعة ومثيرة للاشمئزاز” بعد أن أشارت إلى محاولة الفيلم إيجاد أوجه تشابه بين أفعال هذه الشخصيات وأفعال تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق.
منع المغرب عرض فيلم “سيدة الجنة” الذي يتناول قصة فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد، بعد أن واجه الفيلم نفس المصير في عدد من الدول بينها المملكة المتحدة بعد جدل واحتجاج حول محتواه.
كما منعت الفيلم عدد من الدول إسلامية أخرى، من بينها مصر وباكستان وإيران والعراق ، لاعتباره مسيئا.
زادت الحدة والتمادي المثير للإشمئزاز في خوض الحزب الهندوسي المتطرف بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند منذ 2014 و الذي له حاضنة شعبية تدين بأفكاره العنصرية ضد الأقلية المسلمة، والذي لا يخفونها بل يبوحوا بها على العلن ويروجوا ويحثوا أتباعهم على العمل بها ويكافئون الإذلال وتعذيب وقتل المسلمين في كل لحظة من كل يوم على كل بقعة في هذه الدولة، التي تتأصل بالأفكار الممسوخة والعقيدة الهمجية الرعناء لذا نرى إخواننا في الهند وهم يعيشون أسوء المواقف التي يمكن ولا يمكن للعقل أن يتصورها نراهم يذوقوا أمر أنواع العذاب
من خلال شاشات التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل دوري حتى تتطبع النفس على مشاهد الدم، ومع كل ذلك لا مستجيب، فما المتوقع من أُناسٍ يفعلوا ما يشائون في أقلية ,وليس هناك رد ولا تحرك لنصرتهم.
العالم الإسلامي على صفيح ساخن
بالطبع التمادي هو ما حدث حتى بدأ المسؤولين في الحكومة العنصرية الهندية بالإفصاح عن نظرتهم وعقيدتهم التي تفتقد إلى أقل أساسيات الفطرة، مثل تصريحات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، نوبور شارما البتي يعجز على مسلم تكرارها من قذارتها، بدأو في الخوض في رسولنا الكريم وحتى نشر صحفي هندوسي فيديو يحاكي تدمير المسجد النبوي.
بالإضافة للمتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية أوتار براديش حيث قال أن رئيس وزراء الولاية، يوغي أديتياناث، أمر بعد المظاهرات المناصرة للرسول، بهدم أي مؤسسات ومنازل غير قانونية لأشخاص متهمين بالتورط في أعمال شغب بمعنى أي شخص (مسلم) تواجد هناك.
وقالت صحيفة هندوستان تايمز الناطقة بالإنجليزية إن أحد المنازل التي هدمت هو منزل سياسي يدعى جاويد أحمد ابنة هذا الرجل هي أفرين فاطمة، وهي ناشطة إسلامية بارزة في مجال حقوق الإنسان.
كما هدمت في الولاية ممتلكات شخصين آخرين، متهمين بإلقاء الحجارة، أثناء مظاهرات، بعد صلاة الجمعة، أصبحت الهدم السياسة التي يتشابه فيها العنصريون الهندوس مع الإحتلال الصهيوني وهي ليست المقارنة الوحيدة.
وأدانت معظم الدول العربية والإسلامية التصريحات المسيئة والأفعال المعادية العنصرية والكثير منها إستدعت السفراء لطلب التوضيح ولكن لا زالت الأمور في تفاقم.