القصة بدأت في مصر، عندما كتب المحامي أحمد مهران على الفيس بوك وهو صاحب فكرة زواج البارت تايم منشوراً على الفيسبوك يقول فيه: ” للقضاء على الطلاق والحد من انتشار الطلاق وارتفاع سن الزواج “مبادرة ثلاثية” زواج البارتتايم، زوج سلف، اتجوزها هي وصاحبتها المطلقة”.
وأكمل منشوره بالقول: تغيير ثقافة المجتمع أصبح ضرورة ملحة لتسهيل الزواج والحد من المشاكل الزوجية.
وتقوم فكرة زواج البارتايم على أن تقوم السيدة المتزوجة بإعارة زوجها إلى إحدى صديقاتها سواء كانت مطلقة أو أرملة لليلة واحدة في الأسبوع فقط، على أن يعود إلى الزوجة الأصلية لستة أيام في الأسبوع.
طبعاً هذا المنشور قد أثار الكثير من اللغط حول الموضوع، وقد وجه أحد متابعي المحامي أحمد زهران سؤالاً له بالقول: “هو حضرتك زواج البارتايم زواج نص يوم ولا إيه” ليرد عليه المحامي بالقول “لا زواج يوم واحد في الأسبوع”
ويرى أحمد مهران بأن زواج البارت تايم حلال وشرح في منشور له على موقعه الشخصي على الانترنت حول فكرة هذا الزواج بالقول :” أنتشرت حالات الطلاق والخلع في الوطن العربي وخصوصاً مصر لجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أنه يحدث في مصر كل ساعة 106 حالة زواج، وفى الشهر 30900 حالة، أما حالات الطلاق فتحدث حالة طلاق واحدة كل 2 دقيقة و20 ثانية، وفى الساعة 27 حالة، أما اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق فى الشهر”
أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أحمد كريمة: لا يمكن تحريم زواج البارت تايم
بدوره علق أستاذ الفقه المقارن حول الموضوع بالقول: “شروط الزواج في الشريعة تتمثل في توفر الرضا بين الطرفين، والإشهاد، وتسمية الصداق أو المهر، وإذا توافرت هذه الشروط، فهذا يعني أن الزواج شرعي، ويترتب عليه حقوق مشتركة من التوارث والمعاشرة بالمعروف، والاستمتاع على الوجه المشروع.
وأضاف: “إن المرأة إذا ارتضت أن تكون زوجة ثانية وارتضت ألا يوفر لها الزوج سكنًا أو لا يبات لديها، ففي هذه الحالة الزواج مباح، ولكن لا يجب أن نعمم هذا الزواج لأن ليس كل الأسر تقبل بهذا الأمر”.
وأكد الشيخ الأزهري أنه “لا يستطيع أن يحرم زواج البارت تايم أو يجرمه، طالما استوفى عقد الزواج الشروط والأركان، وهذا ليس زواج متعة، لأن هذا الزواج يكون محدد المدة بشهر أو شهرين أو أكثر، وفي هذه الحالة يكون الزواج باطلاً”.
دار الإفتاء المصرية ترد لانهاء الجدل:
ردت دار الافتاء المصرية على الجدل الذي شهده المجتمع المصري حول زواج البارتايم من خلال تغريدتين على تويتر:
لا ينبغي الانسياق وراء دعوات حداثة المصطلحات في عقد الزواج التي ازدادت في الآونة الأخيرة، والتي يَكْمُن في طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم، مما يُحْدِث البلبلة في المجتمع، ويؤثِّر سَلْبًا على معنى استقرار وتماسك الأسرة التي حرص عليه ديننا الحنيف ورعته قوانين الدولة.
وأضافت في التغريدة الثانية:
وما يقوم به بعض الناس من إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج واشتراطهم فيه التأقيت بزمنٍ معينٍ ونحو ذلك يؤدي إلى بطلان صحة هذا العقد؛ فالزواج الشرعي هو ما يكون القصد منه الدوام والاستمرار وعدم التأقيت بزمنٍ معينٍ، وإلَّا كان زواجًا مُحرَّمًا ولا يترتب عليه آثار الزواج الشرعية.
وإلى اليوم ما زال المجتمع المصري منقسماً حول زواج البارتايم ما بين مؤيد ومعارض وساخر من هذه الفكرة التي ابتدعها المحامي أحمد مهران.